لماذا هذا الحجيج الرسمي الأمريكي الى تل ابيب؟

بسام ابو شريف

لا يحتاج الامر الى كثير من التحديق والى فصاحة في تفسير الصور او النظرات التي تطلقها العيون في تلك الصور.

أي صحفي متمرس واي سياسي عجنته الحياة خبرة يستطيع ان يفسر صور فانس وكوشنر ولاحقا وزير الخارجية الامريكية على انها نظرات عدم الرضى على الاقل عما سمعوه من نتنياهو ووزرائه وفي اخبار ومصادر موثوقة لا نشك بها علمنا انه في وقت زيارة نائب الرئيس فانس الذي القى كلمة لدى وصوله فيها كل الكبرياء كبرياء الادارة الامريكية وكان على الاكيد يحاول ان يمثل الرئيس ترامب بكل عنجهية وكل قوة وان يفرض رأي الرئيس دونالد ترامب وان لا يسمح لاحد بتدمير وافشال مقترحه للسلام في الشرق الاوسط.

نستطيع ان نقول لكم بكل تأكيد انه بعد سماع فانس لتصويت الكنيست حول ضم الضفة الغربية وهذا التصويت الذي يهدد بضم الضفة الغربية ويؤكد ان خط اسرائيل يسير على هذا الحبل الرفيع هذا الامر جعل فانس يجري اتصالا مع ترامب ليقول له انه شعر بالاهانة له شخصيا كنائب رئيس للولايات المتحدة وللولايات المتحدة البلد الذي يساعد ويمول ويسلح ويذخر اسرائيل وابلغ نائب الرئيس ابلغ رئيسه انه لا يستطيع ان يستمر في المهمة اذا لم يعزز ترامب موقفه بحيث لا يبدو موقف فانس الذي بحثه مع نتنياهو معزولا عن موقف ترامب وبحيث لا يسمح لنتنياهو ان يعتبر مثلما اعتبر طوال السنوات السابقة ان ما يقوله نتنياهو هو ما يقوله ترامب وطلب من الرئيس ترامب تعزيز الموقف من موضوع ضم اسرائيل للضقة الغربية الامر الذي صوت الكنيست لصالحه اي لصالح ضم الضفة الغربية لكن الموقف الاميركي المعزز يقول عدم السماح لاسرائيل بضم الضفة الغربية!

 

حسب القاموس التفاوضي الاسرائيلي المخادع والخبيث والدنيء هذا ممكن ان يعني ان يسمح لاسرائيل بضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية وليس كل الضفة او ان يسمح لاسرائيل بتقطيع الضفة وتقطيع اوصالها بالبناء على اراضي وشق طرق جديدة وعزل القدس كما يتم الآن عبر جدار ضخم هو جدار عزل القدس الشريف قدسنا المقدسة واعز مسجدنا الاقصى ومنع الفلسطينيين من دخول عاصمتهم القدس الذي بارك الله فيها ومن حولها.

وبالفعل نجح فانس في نقل الاهانة التي وجهت له ممن يسوقهم ويقودهم لن غفير ووزير المالية ووزراء الفاشية وكلهم تلاميذ ترامب وبمعنى آخر وكلام آخر وانتقل ما يريد ان يفعله نتنياهو بمقترح ترامب من قناعة نائب الرئيس فانس الى الرئيس نفسه وامتدت الخشية الى ان نتنياهو نفسه واصدقاؤه في الحكومة الفاشية اليمينية الصهيونية هم الذين يريدون افشال مخطط فانس وهذا اسوأ ما يمكن ان تفعله اسرائيل تجاه ترامب فترامب يريد من الجميع ان يرى فيه سيد الاحكام وان يرى فيه سيد السلام وان يرى فيه القادر على صنع السلام واجتراحه من داخل اعمق الجراح وكما قال هو الازمة التاريخية التي لم يستطع احد حلها جاء ترامب ليحلها “جئت انا دونالد ترامب لاحلها” وفجأة تكشف الامر اترامب من خلال ما تكشف لنائبه فانس الذي صرخ في المكتب البيضاوي بوجه زلنسكي قائلا له لقد اهنت الولايات المتحدة واهنتنا اي نائب الرئيس الذي لا يطبق فمه ويسكت على أي اهانة ونجح فانس في تحريض ترامب استنادا ما سجله فانس من كلمات بعض المسئولين فقد كان يستخدم مسجلا حتى عندما يكون في لقاء ثنائي كي يسمع رئيسه حقيقة الموقف الاسرائيلي.

لا نستطيع القول هنا ان ترامب معاد لإسرائيل لا بكن فانس ليس مع ولا يطمئن لمن يريد ان يحطم مقترح ترامب للسلام في الشرق الاوسط الذي حشد القوى العالمية له في شرم الشيخ وعقد قمة لا سابقة لها بين هذه الدول التي ستصبح ضامنة للسلام الشامل في الشرق الاوسط او نهاية الحرب نهاية حقيقية على ارض الواقع.

ورغم الخروقاتت الشنيعة والدنيئة والحقيرة والدموية التي استمرت اسرائيل في ارتكابها منذ شرم الشيخ أي القمة التي حضرها نتنياهو وحضرها ابو مازن منذ تلك اللحظة لم تتوان اسرائيل لحظة واحدة عن خرق الاتفاق وتوجيه رصاصها لقتل اطفال ونساء غزة وفي كل يوم يسقط شهداء خلافا لقرار قمة شرم الشيخ وخلافا لقرار انهاء الحرب في قطاع غزة واخترعن اسرائيل تمنع حماس عن تسليم جثامين الرهائن الذين قتلوا ودمروا ودفنوا تحت الرماد وتحت الركام تحت الابراج التي هدمتها إسرائيل.

اتهمت اسرائيل حماس بعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق وتوقفت اسرائيل ونتنياهو عند نقطة جثامين الاسرى الذين قتلهم نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس اركانه بالغارات العمياء التي حذرت حماس طوال الوقت من انها قد تصيب الاسرى وقد تقتلهم وما يفعله نتنياهو هو قتل الاسرى وليس محاولة تحريرهم وفود جاءت ووفزد غادرت ثم وفود عادت وجاءت ثم عادت وغادرت لتكتشف الحقيقة رغم ذلك ابلغت حماس الوسطاء بانها ملتزمة مئة بالمئة وانها ستحفر ليل نهار لو بيديها من اجل ان تنتشل الجثث جثامين الاسرى الذين قتلهم نتنياهو.

وما ان هدأـ عاصفة الجثامين بنجاح حماس باستخراج اربعة جثامين اخرى حفرا بالاظافر وبدون اجهزة خاصة مما اضطر بعض الدول لمساعدة حماس بالمعلومات التي يمكن لبعض الاجهزة ان تفيد حماس بها لتحديد موقع جثامين اسرى قتلهم نتنياهو وانتشالهم من الركام وبذلك تكون المحاولة الاولى لإفشال مقترح ترامب قد فشلت ايضا وشعر بنغفير وزمرته بان الامر يتطلب التركيز على امر خارج اطار غزة بحيث يثير حماس والفلسطينيين بشعور بالسلبية وبالتحرك ضد اسرائيل نتيجة تحرك اسرائيل لاغتصاب ارض الضفة ومصادرتها وبناء مستوطنات جديدة واستكمال ذلك الحائط الضخم الذي يعزل القدس عن بقية الضفة الغربية كل من مر هناك كل من مر من قرى القدس يعرف ماذا يجؤي هذا السور الضخم الذي يعزل القدس عن محيطها العربي وعن قراها وبلداتها العربية هذا الجدار هو مخطط لعزل القدس عن الفلسطينيين وعزل الفلسطينيين عن القدس وسلسلة من الطرق المتشعبة والمتقاطعة والمرتفعة والهابطة والانفاق كلها تحيط بالقدس حتى تصبح هذه المنطقة غريبة حتى على اهلها الفلسطينيين لا يعرفون اين يذهبون وكيف يذهبون وكيف يدخلون القدس وكيف يخرجون منها انها اكبر محاولة لتحطيم ترامب ومقترحه وما ينادي به من سلام وبحل الدولتين هو والغرب اجمع.

نعود للقول استشاط هذا الامر دونالد ترامب غضبا وادلى بأكثر من تصريح جاءت هذه التصاريح اثر تسلمه تسلم الرئيس ترامب من 40 من رجال الكونغرس يطالبون فيها ترامب بتعزيز موقفه الرافض لمخطط اسرائيل لمصادرة اراضي الضفة وضمها لاسرائيلوهذا الوقت تزامن الغضب الرامبي مع التآمر الفاشي الاسرائيلي تآمر نتنياهو واحتدم صراع غير مكشوف بين وفود ترامب المتتالية وبين المسئولين الاسرائيليين ورأينا جميعا هذا الغضب الترامبي في عيون رجال وفوده وهم ينظرون لنتنياهو وهم ينظرون لوزير الدفاع وهم ينظرون لرئيس الاركان وهم يرفضون ما يقوله اعضاء حكومة نتنياهو.

ولذلك قال بعدها دونالد ترامب بجملة من التصريحات مع امهات الاجهزة الاعلامية الامريكية وعلى رأسها وآخرها مجلة نيوز ويك التي اعطاها مقابلة مسجلة وموثقة بحيث لا خروج عن نصها في اي مجال من المجالات لقد قال بالحرف لن اسمح لاسرائيل بان تضم الضفة الغربية لها قال هذا كلام واضح تضم الضفة الغربية هل يعني هذا ان اجزاء من الضفة الغربية فسارع بارسال وزير خارجيته الذي عرف عنه انه محبب جدا لترامب وانه امين وصادق في التركيز على ما يريده ترامب من خطوات عملية تنفيذية على ارض الواقع وزير الخارجية كانت من خلال عينيه تلك النظرات الغاضبة الشاعرة بالاهانة والناظرة الى من يتلقى مساعدات الولايات المتحدة تسليحا ومالا وذخيرة وكل انواع الدعم السياسي والدبلوماسي والحماية في مجلس الامن وزير الخارجية كان ينظر لنتنياهو باحتقار كونه لم يحترم الولايات المتحدة ويتآمر على الرئيس ترامب.

نعود لنقول كرر ترامب ما قاله لنيوزويك من ان ضم اسرائيل للضفة الغربية لن يحدث، هذه الجملة ليست لي انها للرئيس دونالد ترامب في هذا الوقت كان ترامب يسعى في الخفاء لاقناع رئيس دولة اسرائيل باصدار عفو عن نتنياهو وذلك تنفيذا لوعد قطعه ترامب على نفسه عندما زار نتنياهو الولايات المتحدة مئخرا وقامت زوجة نتنياهو سارة بجمع تواقيع تعزز هذا الطلب من رئيس دولة اسرائيل لقد وعد ترامب نتنياهو بان يبذل كل جهوده ونفوذه مع رئيس الدولة لاعفاء واصدار عفو عنه والغاء محاكمته بتهم الفساد ،

وزير الخارجية قال عندما وصل الى مطار تل ابيب لقد وصلت لاسرائيل لؤاكد لاسرائيل التزام وحرص الولايات المتحدة على ضمان امن وسلام دولة اسرائيل .

ولم يشر اطلاقا الى تأييد ضم اسرائيل لغزة او لاي جزء من قطاع غزة او الضفة الغربية او اي جزء من الضفة الغربية وكان طوال الوقت ينظر تحديقا في عيني نتنياهو الذي لم يكن يدري اين يركز نظره والكاميرا التي ركزت على يديه بينت كم هو التوتر الذي وصل الى اعصاب اصابعه ويديه وكفيه وجعله يتحرك لينهي كلام وزير الخارجية الاميركي قبل انهائه.

والآن يبقى سؤال واحد لقد لوعنا ولدعنا من هذا الثعبان السام الذي اسمه ترامب الذي زود اسرائيل بكل ما تحتاجه لارتكاب مجازرجماعية وحرب ابادة على الاطفال وحرمان اهل غزة من الدواء والغذاء والكهرباء والماء نقول هذا الوضع اذا اردنا ان نطرح ونجمع ونعطي نتيجة نقول فيما يتعلق بقطاع غزة ان اهم ما يجب ان يقوم به ترامب واللجنة المشرفة على تنفيذ مقترح السلام في قطاع غزة اهم ما يجب ان يقوم به ترامب التكلم مع حلفاء امريكا ومع حكومته هو منح الفرصة لمعالجة المصابين بالجراح الثخينة والمكبلين بالسرطان او غسيل الكلى او او او من الامراض التي لا يمكن نتيجة سرقة الاجهزة وتدمير المستشفيات في قطاع غزة لا يمكن معالجتهم في قطاع غزة لقد بلغ عددهم حتى الآن 68 الف بين طفل وامرأة ورجل يحتاجون لعلاج خارج قطاع غزة وهذا الامر يمكن ان يمر بسهولة نتيجة شعور الرئيس الاميركي بان هنالك مسئولية يتحملها المجتمع الدولي والولايات المتحدة لما جرى في قطاع غزة وعدم وقف وتوقيف هذه الجنايات التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل وقادتها وحكومتها.

واخيرا نقول ان تعزيز موقف ترامب الذي سمعناه منه وقرأناه في النيوزويك سحتاج ايضا لتعزيز موقف الانظمة العربية التي اجتمعت قمما وراء قمم وان تقوم هذه الدول العربية والاسلامية بصياغة رسالة قصيرة حول اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفض ضم اي ثطعة من ارض الضفة الغربية والقدس لاسرائيل هذا اقل تعبير وفتح المعابر كلها والاستعجال في ارسال الاجهزة التي سرقت من المستشفيات ليمكن اطباء غزة من معالجة المصابين واعادة بناء المستشفيات واعادة بناء الجامعات والمعاهد والمدارس واعادة بناء المؤسسات التي دمرت مؤسسات خدمة الانسان واخيرا وليس آخرا يجب عودة الامم المتحدة بكل اجهزتها وكفاءتها وخبرتها للعمل في مواقعها في غزة والضفة الغربية.

نقلا عن رأي اليوم

ثلاثاء, 28/10/2025 - 15:26