ھذا الصباح كانت ھذھ السدرة تترجم حرفيا قول جران العود
فبت كان العين افنان سدرة
عليھا سقيط من ندى الليل ينطف
فقد اخضلھا ندى الليل، وتكورت على اوراقھا حبات ماء نظيف، وبدا يخضورھا متألقا
وھي سدرة بنت سنوات، يظھرھا تضخم جذعھا واسوداداھا ورحلتھا مع الحياة، فقد قطعنا مرة اغلب اغصانھا ولم نترك غير جذعين منتصبين يشيران للسماء V كإصبعي من يھتف للنصر.
ولھذھ السدرة الغناء مدار سنوي، حيث تنفض اوراقھا في الصيف فلا يبقى منھا غير اغصان زال لحاؤھا واشواك يابسة شديدة الوخز.
ثم تكتسي حلتھا مع الخريف وتستعد للشتاء بغلة وافؤة، وھذھ دورتھا في كل عام مرتين.
وقد اتيح لھا ھذھ السنة متغير جديد، وھو جرادات لا يبلغن عدد اصابع اليد الواحدة تسمع رفيف اجنحتھن على الاغصان، ولھن عمل دؤوب، حيث يقضمن كل نبقة ناضجة ثم يتركن نواتھا معلقة في الغصن
ويتجنبن غير الناضج من النبق انتظارا لتقدم نضجھ، وھكذا دواليك
اما الورق الاخضر والنبق غير الناضج فتركنھ محافظات بذلك للسدرة على مظھر خارجي لا يرتاب فيھ من لم يقترب، فيشاھد آثار ھذا الفساد المحترف للغاية.
وھكذا تكون سدرة المفتشية صورة لكثير مما نرى في يوميات الحياة من جراد منتشر محترف متقسم للأدوار والثمار..











