خطر جديد لتلوث الهواء.. زيادة شدة انقطاع النفس أثناء النوم

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، معرضون لزيادة حالتهم سوءا إذا عاشوا في مناطق ترتفع فيها مستويات تلوث الهواء.

وأفاد بحث دولي موسع عرض في مؤتمر الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي الذي بدأ أعماله في هولندا السبت ويستمر حتى الأربعاء، بأن التعرض طويل المدى للجسيمات الدقيقة في الهواء يرتبط بزيادة عدد مرات توقف التنفس أو ضعفه خلال ساعات النوم، وهو ما يشكل تهديداً للصحة العامة بالنظر إلى شيوع هذا الاضطراب وارتباطه بأمراض القلب والضغط والسكري.

انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم من الحالات التي قد تمر دون تشخيص لسنوات، إذ لا ينتبه كثير من المصابين إلى أن شخيرهم الشديد أو استيقاظهم المتكرر ليلاً مرتبطان بمشكلة صحية ربما تؤدي إلى عواقب خطيرة. 

وتتجلى أعراض الحالة في انقطاع التنفس المتكرر، وانخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وما يترتب على ذلك من إرهاق مزمن ونعاس مفرط خلال النهار.

 

وأكد بينجو، أن هذه النتائج تبرز كيف يمكن للعوامل البيئية أن تتداخل مع العوامل التقليدية المعروفة لزيادة خطر انقطاع النفس، مثل العمر والوزن.

وأضاف: "إدراكنا لهذا التداخل يجب أن يقود إلى مقاربة أوسع في علاج المرضى، إذ لا يقتصر التدخل على تخفيف الوزن أو استخدام أجهزة مساعدة التنفس ليلاً، بل يشمل أيضًا تحسين جودة الهواء الذي يستنشقه الناس يومياً".

وأوضح بينجو أن الأثر التراكمي للتلوث ربما لا يظهر في لحظة قصيرة، لكنه مع مرور الوقت يصبح كافياً لتغيير مسار المرض وشدته.

وقالت رئيسة مجموعة خبراء اضطرابات التنفس أثناء النوم بالجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، صوفيا شيزا، إن الدراسة تشير إلى أن مواجهة التلوث ليست فقط قضية بيئية عامة، بل شأن صحي مباشر.

وأشارت إلى أن مرضى انقطاع النفس الذين يعيشون في مدن ملوثة ربما يواجهون أخطاراً مضاعفة، فالتلوث يزيد من شدة أعراضهم ويجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات المزمنة "ودمج منظور الصحة البيئية في مجال طب النوم يمثل نقلة نوعية في فهم طبيعة هذه الاضطرابات".

وأوضح الباحثون أنه في ظل الزيادة المستمرة في معدلات التمدن وحركة المرور الكثيفة في المدن الكبرى، يصبح من الصعب تجنب التعرض للتلوث، لكن ربط التعرض المباشر للتلوث باضطرابات النوم المزمنة يضيف سببا آخر لإعادة النظر في السياسات المرورية والصناعية، إذ أن التلوث لم يعد مرتبطاً فقط بأمراض الرئة أو القلب بل بات يؤثر أيضاً في جودة النوم، وهي وظيفة أساسية لسلامة الجسد والعقل.

ورغم أن الدراسة ركزت على الجسيمات الدقيقة من فئة واحدة، إلا أن هناك تساؤلات بما إذا كانت ملوثات أخرى مثل ثاني أكسيد النيتروجين أو الجسيمات الأصغر حجماً قد تترك تأثيرات أشد على مرضى انقطاع النفس.

 

نقلا عن الشرق للأخبار

اثنين, 29/09/2025 - 11:45