عجزُ الخبيث نتنياهو عن تثبيت أي إنجاز في حربه على غزة يجعله في حالة جنون وبحثٍ عن الهيبة المهتزة والردع المفقود.
قصفت إسرائيل غزة بشكل غير مسبوق لكن غزة لم تستسلم. عشرات الخطط التهجيرية فشلت، وعشرات الخطط العسكرية انكسرت. قتلُ قادة المقاومة الكبار لم يحدث أثرا عسكريا ولا سياسيا. احتلال بيت حانون لم يهزم جباليا، واحتلال رفح لم يهزم خان يونس، واحتلال خانيونس لم يهزم غزة، بل إن احتلال جباليا لم يهزم جباليا نفسها، وكذلك المناطق الأخرى.
في الضفة، فعل نتنياهو ما فعل من المجازر والتهديم، لكنه لم يكسر عنفوانها. قبل يوم هلك ستة صهاينة وأصيب قرابة 20 آخرين في القدس بفعل عمل مقاوم من الضفة.
نتنياهو قصف إيران، لكنه لم يقض على برنامجها النووي، وقصف اليمن لكنه لم يوقف صواريخها، وقصف لبنان لكن حزب الله ما زال باقيا، وقصف سوريا لكنه لم يوقف مسارها في إعادة التأسيس والبناء. وأخيرا قصف قطر ، لكنه أيضا باء بالفشل.
مشكلة نتنياهو أنه يركب طبقا عن طبق، وكل طبق يجعله أكثر فشلا وغضبا وأقل حكمة وثقة، وليس هذا العنف الهائج والشرّ المتعاظم والشرر المترامي دليل قوة حقيقية، وإنما هو بحث عن نصر أو تثبيت إنجاز، لن يحصل بإذن الله.
الحقيقة أن كون إسرائيل مهزومة هو ما يجعلها عنيفة، وكونها هائمة في متاهة البحث عن الردع والهيمنة هو ما يجعلها ترسل طائراتها الحربية في كل اتجاه. لقد أصاب السابع من أكتوبر مستقبل إسرائيل في مقتل وأصاب تاريخ ومستقبل نتنياهو في مقتل. إسرائيل ونتنياهو كلاهما موقوذ؛ والموقوذة ترفس برجلها في كل اتجاه، لكن أمر الله قد نفذ. وإن غدا لناظره لقريب.











