نواكشوط: تجربة جديدة لإدارة النفايات بين خبرة دولية ودور محلي

أطلقت الحكومة مرحلة جديدة من  مسلسل إدارة ملف النفايات والنظافة في العاصمة نواكشوط، حيث أسندت تنفيذها إلى شركة "أرما موريتانيا" التي بدأت أنشطتها ميدانيًا في الأشهر الأخيرة.

 

ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من التجارب السابقة في تسيير قطاع النظافة بالعاصمة، تعاقبت فيها البلديات والهيئات الجهوية والشركات الخاصة والدولية.

 

ويستند المشروع الجديد إلى شراكة تجمع بين السلطات، والشركة المتعاقدة، والبلديات، مع دعوة صريحة لإشراك المواطنين في تحمل المسؤولية، باعتبار أن استدامة النظافة الحضرية تتطلب تعاونًا جماعيًا.

 

تحديات تتعلق بسلوك المواطن..
‎وفي برنامج تلفزيوني بثته قناة "الموريتانية"؛ أكدت المستشارة الفنية للوزير المنتدب لدى وزير الداخلية المكلف باللامركزية حانه منت الشيخ ماء العينين التحدي الحقيقي في مجال نظافة العاصمة نواكشوط يتجاوز الإمكانات الفنية ليصل إلى سلوك المواطن.

ودعت المستشارة إلى وقف الممارسات السلبية مثل رمي النفايات عشوائيًا، وجعل النظافة سلوكًا يوميًا يترسخ في الثقافة المحلية.

وأوضحت المستشارة أن المبادرة الجديدة تأتي ضمن برنامج الأولويات لتحسين الخدمات الأساسية في نواكشوط.

وشددت منت الشيخ ماء العينين على أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وحكومته يولون أهمية قصوى لهذا الملف.

وأكدت المستشارة أن اختيار شركة "أرما" تم بعد دراسة معمقة من خبراء وطنيين ودوليين، أخذت في الاعتبار التحديات والمشاكل المطروحة، ما أفضى إلى وضع دفتر التزامات واضح المعايير.

خبرة دولية ورؤية حديثة..
‎وخلال نفس الحلقة؛ استعرض المدير العام لشركة "أرما موريتانيا" رفوح عبد الحفيظ، خبرة الشركة التي تتجاوز ثلاثة عشر عامًا في إدارة النظافة بعدد من المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة.

وأشار عبد الحفيظ إلى أن الشركة تمتلك شهادات الجودة العالمية (ISO) وشهادة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، ما يعكس قدرتها النظرية والعملية على التعامل مع التحديات المعقدة في نواكشوط.

 

‎وأكد المدير العام لـ "أرما" اعتماد شركته لأدوات تكنولوجية حديثة مثل تتبع الشاحنات عبر GPS، واستخدام الحاويات الذكية، إلى جانب إطلاق رقم أخضر للتواصل مع المواطنين، مؤكدًا أن هذه الوسائل ستضمن الشفافية والاستجابة الفعّالة.

 

أي دور للبلديات؟؟
من جهته؛ أوضح عمدة بلدية تفرغ زينة طالب ولد محجوب، أن المواطن يرى النظافة مسؤولية البلدية أولًا، وهو ما يفرض على البلديات دورًا مركزيًا يتجاوز الرقابة إلى المشاركة الميدانية.

وبيّن ولد محجوب أن البلدية تعتمد على رؤساء الأحياء والمسؤولين البلديين في تحديد النقاط الصعبة ومشاركتها مع الشركة، مؤكدًا أن هذه الشراكة المحلية ضرورية لنجاح أي مقاربة للنظافة.

وأشار العمدة إلى مبادرات محلية مثل مجالس التنسيق البلدي، وأنشطة مدرة للدخل في الأحياء، وإنشاء "شرطة نظافة"، لافتًا إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى إشراك المجتمع وتعزيز حس المسؤولية لدى السكان، بما يضمن استدامة المشروع.

أربعاء, 17/09/2025 - 02:58