حين تتحول العطلة إلى مسرحية إذلال جماعي

الشيخ مودي

يبدو أن عطلة الحكومة هذه السنة باتت أكثر من مجرد فسحة شخصية أو استراحة من ضغط العمل، بعد أن تحولت إلى استعراضات فجة يطبعها الاستغلال البغيض للنفوذ والاستثمار الوقح في بؤس الطبقات الهشة بغية إنتاج مشاهد دعائية رخيصة.
ففي بعض القرى والبلدات النائية، حيث يكون المواطن مضطرا للجري خلف أبسط مقومات الحياة، شاهدنا استغلالا سافرا للفقراء بمن فيهم النساء والأطفال حيث يتم استدعاؤهم ليصطفوا في طوابير طويلة، لتلتقطهم الكاميرات وهم يهتفون باسم الوزير أو المدير.

إنه اكتشاف حكومي جديد، لتحويل معاناة الفقراء إلى ديكور للعرض وفقرهم إلى خلفية في الصورة، تستخدمه السلطة كأداة لتلميع الذات في مشهد يختصر علاقة الحاكم بالمحكوم إلى دور ممثل يتصدر المسرح أمام جمهور مجبر على الحضور والتصفيق.

والمؤلم في الأمر أن هذه المشاهد المثيرة لا تغير من واقع البؤس شيئا؛ إذ أنها لا توفر لهؤلاء ماء نظيفا ولا مدرسة للأبناء ولا مستشفى يضمن العلاج ولا فرصا جديدة تحفظ الكرامة. والمؤلم أكثر من ذلك أنه تتم التضحية بكل ذلك في سبيل ترسيخ صورة زائفة عن مسؤول عجز عن ملامسة جوهر مشاكل المواطنين، فاختار طريق تسويق الأوهام بدل مواجهة التحديات.

اثنين, 18/08/2025 - 17:52