قصة "نضال"

محمدن الرباني

ربما لا يعرف كثير من شباب اليوم ان النضال في دارجتنا الحسانية من معاني الجدال، فإذا قيل فلان نضال فمعناه كثير الجدل.
ذات يوم سعمت إحدى نساء الحي البدويات اللائي لما يتأثرن بشيء من ثقافة المدن؛ سمعت إحدى جاراتها تنادي ابنة اختها "نضال" فقالت: "اعوذ بالله انتم أسرة من الزوايا تسمون ابنتكم الجدل!!".
لم تدر البريئة ان النضال غير الجدل، وإنما هو الصمود، ونصرة الحق، والمضاء في ذلك إلى آخر نفس، قبل حلول الرمس.
كما لم تدر البريئة قصة الاسم الذي تستغرب.
في يوم 2 مايو 2008 الموافق يوم الجمعة كان رؤساء اقسام النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي (SIPES) على مستوى نواكشوط في اجتماعهم الأسبوعي للتعبئة من أجل إنجاح أطول وانجح إضراب عرفته الوظيفة العمومية إلى اليوم من 29 مايو إلى 12 يوليو.
كان من المعتاد ان يكون الأمين العام للنقابة يومها من أول الحاضرين، لكنه تأخر على غير العادة، وبعد ما تأكد الحاضرون من ان عارضا ما حبسه، قرروا الاتصال عسى الأمر يكون خيرا.
كان الأستاذ المتصل هو أحمد سالم ولد محمد الأمين ولد محمذن رئيس قسم ثانوية البنين رقم 2 الذي أسلم الهاتف إلى زميلنا الشيخ ولد امبارك رئيس قسم الثانوية الوطنية.
بعد تبادل التحايا.
- إياك خير؟ اليوم ما ريناك!
- الا الخير، الا اسبكت فالطب
- خيرا، إياك ماه ش امتين؟
- لا، الحمد لله، الا في مرافقة شخص.
- إياك حالته ماه امتينة؟
- ما شاء الله، كانت حالة نفاس طبيعي، وقد رزقت بجارية.
- مباركة، مباركة، مباركة.
بعد نحو ساعة عاود الأساتذة الاتصال، وقالوا انهم يقترحون تسميتها "نضالا" وأنهم قادمون حالا إلى مستشفى الشيخ زايد حيث توجد.
منذ ذلك اليوم ونضال تغلب مريم إلا فيما له علاقة بالحالة المدنية.

أربعاء, 06/08/2025 - 09:10