يتسول العرب دعما من هذه أو تلك من الدول في الوقت الذي اختفى فيه دعمهم الفعلي لفلسطين وأقله المطالبة العلنية المستمرة لامريكا بفرض عقوبات على إسرائيل ومطالبتها هي وبريطانيا والمانيا بوقف بيع الأسلحة لها التي بها تقتل الفلسطينيين واليمنيين واللبنانيين والسوريين وفي نفس الوقت أخذ استراحة الضعيف بالتوقف عن وصفها بالشريك الاستراتيجي إلا إذا كان هناك رضا عن سياساتها نحو غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والتوقف عن دعمها العلني غير المحدود للدولة الفاشية في الألفية الثالثة. هذا الضعف العربي غير المبرر يشجع ترامب على دعم إسرائيل بدون خشية من أي رد فعل عربي يكشف للامريكيين أن العرب ليسوا في جيبه
وطوع أمره.
ad
حتى اليوم لم نسمع لوما ولا نقدا عربيا أو إسلاميا رسميا واحدا لامريكا وترامبها حتى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لم تجروأن على نقد السياسة الامريكية ويلجأن لاستخدام لغة ماسجة ومكررة تطالب المجتمع الدولي! ب… و…ب…هذا المجتمع الذي لو بحث عنه الذكاء الصناعي لما وجده.
امريكا تسلح إسرائيل وعدد من يهودها وغير اليهود يحاربون في غزة بعلم الإدارة الامريكية ولم نسمع عن استنكار عربي لهذه المشاركة في العدوان وعلى تركيز الإدارة حصريا على الرهائن، البشر، وتجاهلها الدائم لغير البشر من الأسرى الفلسطينيين الذين لا يستحقون الحرية والخلاص من الاحتلال هم وشعبهم.
ترامب يدعم علنا إسرائيل في كل ماترتكبه من انتهاكات ومجازر وحصار خانق وقتل يومي وقد قال لقائد فاشية الألفية الثالثة نتنياهو بالنص ” إفعل مايجب عليك فعله” ثم زاد على ذلك بدعم إسرائيل بمصائد الموت الامريكية، المسماة زورا ب”مساعدات غزة الإنسانية” ، الإسرائيلية الفكرة والامريكية التنفيذ والتمويل والقوى البشر ية وتحت هذاالمسمى وبعلم امريكا التي لاتخفى عليها خافية ترتكب مجازر يومية كثير من ضحاياها أطفال ولكنها تنكر حدوث ذلك. وتجسيدا لتبعية امريكا العظمى لإسرائيل الصغرى لم تعترض امريكا على مايردده الفاشيان بن غفير وبتسلئيل سموتريتش عن تفضيلهما قتل الفلسطينيين وطردهم وبأن وقف المساعدات عن غزة أخلاقي واستبدال الطعام بالقنابل.في الحقبة الصهيونية أضحى للأخلاق معيار صهيوني يختلف تماما عما يعرفه الناس عبر التاريخ كقيم راسخة في السلم وفي الحرب. ولديمومة هذا الانحراف القيمي والأخلاقي يقاتل المغتصب في كل جبهة وآخرها جبهة اليونسكو التي ستنسحب منها امريكا في ديسمبر ٢٠٢٦ بذريعة باطلة وهي اتهامها بأنها ضد إسرائيل و للتسويق الداخلي يكذب ترامب على شعبه ويزعم أنها ضد المصالح الامريكية. اليونسكو تقودها يهودية فرنسية من أصل مغربي هي السيدة أزولا التي جيئ بها لإرضاء الكيان ولتفويت الفرص على امريكا والصهيونية العالمية بالادعاء بأنها منحازة لفلسطين على وجه التحديد ولكي لا تنسحب امريكا منها مرة أخرى بعد انسحابها مرتين من قبل ثانيهما في ظل رئاسة ترامب السوداء الأولى.
ad
عن ترامب الذي لم تجد إسرائيل رئيسا تافها مثله ينصاع ١٠٠ % لمطالبها بل وتحدد له هي سياساته في المنطقة وعليه اتباع النص والتنفيذ، يصح القول أنه لو لم يوجد ترامب لخلقت إسرائيل ترامب كما خلقت
بايدن و كير ستارمر وتوني بلير ليدعموا الاحتلال عسكريا وسياسيا وكذبا. ترامب أنكر وجود مجاعة بغزة وفضل القول بأن هناك جوعا وليس مجاعة وبمقتضي الطاعة الامريكية لإسرائيل فإن المسؤلين الامريكيين وأغلب الإعلام يحملون المقاومة مسؤلية المجازر والمجاعات وليس دولة الاحتلال ويرون أن استسلام حماس هو الحل. قال روبيو وزير الخارجية الذي ظهر في وضع بائس مع نتنياهو في زيارته الأخيرة لعاصمته واشنطن وكان كمثل من يشعر بالدونية في حضرة نتنياهو الذي أدرك ذلك بخبرته العميقة بما يمكن وصفهم مجازا بالمسؤولين الامريكيين وكان يضغط على يده ليقول له شد حيلك لاتظهر بهذا الاستخذاء ولاتفضح نفسك كدخيل على طبقتنا السياسية العنصرية البيضاء في واشنطن.روبيو الإمعة قال مؤخرا بأن الحل بسيط في غزةوهو إطلاق الرهائن وإلقاء السلاح، أي الاستسلام والقضاء على المقاومة اليوم وعلى من يفكر بها قريبا أو بعيدا.ترامب يتجاهل مايكرر قوله عن المجاعة كل المسؤلين الدوليين وهم بحكم وظائفهم محايدين لكن بضمائر يقظة ومهنية أخلاقية سامية تحتم عليهم قول الحقائق كما هي وكما يشاهدونها.
وكمثال أنقل ماقاله السيد فيليب لازاريني مدير منظمة الأنروا الذي وصف وضع الغزاويين بأنهم ” لا أحياء ولا أموات بل جثثا متحركة”. هذا التصريح يدين ترامب وإدارته والاحتلال معه لأنه بالتلميح شبه وضع الفلسطينيين بوضع اليهود في معسكرات النازية في اوشفيتز وتربلينيكا وغيرهما وهذه صفعة كبيرة على وجه ترامب( الرَّبل أي الكاوتش) الذي ينكر الحقائق التي لم يتجاهلها أيضا أمين عام الأمم المتحدة ويعبر عنها بلغة أقوى من تلك التي يستخدمها العرب حكومات ومنظمات. هل سيستيقظ الامريكيون ويعيدون لبلده احترامها ومكانتها وينفضون عن كاهلهم أثقال الهيمنة الصهيونية والغطرسة الترامبية؟
كاتب يمني
نقلا عن رأي اليوم











