حادث واد الناقة 20 يوليو2025

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

مأساة واد الناقة ليست مجرد حادث سير؛ بل هي حالة قصور في الفهم لدى النخب الحاكمة. فطريق الأمل يمر عبر سبع ولايات ويغذي ثلاثا أخرى.
ويتنقل عليه القاصدون لدول الساحل الثلاث؛ ولا ينبغي أن نكتفي فيه بمجرد ترميم أو تجديد بناء مقطع منه هنا او هناك؛ بل نحتاج بإلحاح إلى بناء طريق سيار متعدد الاتجاهات. حقنا للدماء وصونا لحيوات الناس وأموالهم وأعراضهم.
وإذا نفعت التجربة ستعم كل الطرق الوطنية في كل الاتجاهات؛ وهذا هو العرف اليوم في كل دول العالم التي تمتاز بكثافة سكانية أو سعة في المساحة أو كليهما. وقد لا يكلف الميزانية العمومية فلسا واحدا نظرا لتعدد الطرائق المالية والتمويلية؛ وحتى الدول الشريكة يمكن أن تتولاه بطريقة رابح/رابح.
أستغرب كثيرا عدم إنجاز طريق سيار على طريق الأمل بعد سنوات من إعلانات متكررة من قبل السلطات المعنية عن الدعوة للمنافسة والمناقصة فيه.
فالمآسي على هذا الطريق غالبا ما تكون بالتصادم؛ ولا يحتاج المرء كبير عناء في إدراك أن الطريق السيار أكثر أمانا وأسهل ضبطا للسرعة بحكم تقنيات المراقبة ووحدة الاتجاه.
 وحتى الاخطاء الفردية للسائقين ستتناقص بحكم المراقبة وتوفر الاستراحات على الطريق السيار.
 فعلى بعد أشهر قليلة من الذكرى الخامسة والستين تنصف بلادنا عقدها السابع. شاخت وشاخ مؤسسوها ورحلوا ولما تتأقلم بعد مع ماهي فيه؛ لا من حيث الاستشراف ولا من حيث استنطاق الحاجة.
 المسؤولية الحقيقية عن موتنا على الطرقات تقع على عاتق القرار التنموي الأعلى في البلد لأنه يبشرنا منذ الاستقلال باللحاق بركب الأمم ولكننا لانرى ركبا ولا أمما ولا لحاقا.
شخنا وشاخت بلادنا ولم يتغير شيء في مظهرها؛ ولا أعتبر من لم يدرك هذه القهقرة إلا قمنا بعدم التصدر للشأن التنموي ولا السياسي.
فلا قيمة لسياسات القرض ولا النقل ولا التمويل مالم ترفع من مستوى تحركنا وأماننا وأملنا.
إن الإنجازات الملموسة هي تلك التي تحقن الدماء وتعظم الحياة وتنفع الناس وتمكث في الارض وفي مقدمتها الطرق.
وعلى كبرائنا أن يفكروا في أن نماثل غيرنا فمنذ سبعة عقود ونحن عاجزون عن اللحاق بغيرنا. نحتاج لرؤية شاملة تخرجنا من الكآبة الرتيبة؛ وقرارات تغير وجه الأرض وليس فقط وجوه صناع القرار.
 رحم الله شهداء طريق الأمل جميعا وكثير ماهم؛ فكل قرية على الالف ومائتي كيلومتر تفتقد عزيزا أو تتذكر مأتما على حافة الطريق المحاذية لها.

اثنين, 21/07/2025 - 08:36