كان الحي الإداري عتبة حدود عالمنا الخارجي عندما كنا صغارا...كبرنا واكتشفنا أن هناك مقاطعات أخرى وعواصم كثيرة ودولا عديدة.. لكن هناك توجنين واحدة.
بدعوة كريمة،من عمدة توجنين أحمد سالم ولد الفيلالي، حضرت فعاليات استقبال نظمه أمس السبت على شرف السفير الفلسطيني محمد قاسم أسعد الأسعد ووفد من السفارة وبعثة الشرطة الفلسطينية التي تتبادل الخبرة والتكوين مع الأمن الوطني منذ السبعينيات.
حضرت وجوه من المقاطعة.. سياسيون ووجهاء ومثقفون .
رحّب العمدة بالسفير في توجنين وتحدث عن علاقة الموريتانيين بالقضية الفلسطينية منذ قيام الدولة حتى اليوم.
وتحدث إمام الجامع الكبير بنواكشوط الإمام أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن باسم الحضور (وهو بالمناسبة، أحد سكان البلدية )
ورحب بالوفد وأصّل للموقف الشرعي من القضية الفلسطينية ومايجري في غزة من دمار وفتك .
شكر السفير الحضور وأثنى على مواقف الدولة والشعب الموريتانيين
وقدم قصصا عن علاقتنا بالقدس وغزة وفلسطين .
رحّبتُ بدوري بالسفير ووفده، وتقاسمت مع الحضور بعضا من فهمي لهذه العلاقة العجيبة بين الموريتاني والفلسطيني وعن غزة والضفة وكل بلاد الأمة التي ضاعت .
وحين انتهت الدعوة؛ جلت في أحياء البلدية، كانت ذاكرتي ندية بفعل المكان والزمان.
وقفت عند دوار " محطة أهل الشدو" تغير كل شيئ البشر والحجر ولاحظت مسحة مدنية في الأرجاء
هنا تُضيئ إشارة مرور ذلك الدوار الذي كان قبل عقود مجرد شارع يُفضي إلي ملعب مدرستنا الابتدائية.
حتى العام 2015; حين غادرتها لم تكن في توجنين التي يقطنها اليوم أكثر من ربع سكان العاصمة سوى صيدلية واحدة ولاتوجد فيها عيادة ولافرع بنكي واحد؛ وكأن قدر توجنين أن تظل ضاحية للعاصمة كما كانت حين خرجت من العدم.
اقترح على أعضاء الحكومة التخييم في توجنين لينالها نصيب من تنمية الداخل بعد أوامر الرئيس للوزراء بقضاء عطلهم في الداخل؛ فتوجنين مازالت في الداخل في مخططات التنمية الحكومية وتحتاج أن تلتحق بعصرنة نواكشوط
تحية لسكان " الوطن " توجنين
من سكنها يوما ومن مازال يسكنها أو من تسكنه مثلي.