أكد القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بنواكشوط، جون تي. آيس، التزام بلاده بالوقوف إلى جانب موريتانيا في مسارها نحو الأمن والتنمية، مشدداً على أن واشنطن تنتهج اليوم نهجاً جديداً في شراكاتها الدولية، يقوم على التوازن والمعاملة بالمثل.
وفي خطاب ألقاه خلال احتفالية أقامتها السفارة بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي 2025، قال آيس إن الولايات المتحدة ترى في موريتانيا “شريكاً وصديقاً”، مؤكداً أن بلاده “تدعم الاستثمار في الموارد البشرية الموريتانية”، ومشيراً إلى مبادرات ميدانية مثل تجربة شركة “نوفيل فيجن” التي تدرب الشباب الموريتانيين في مجالات ريادة الأعمال والتسويق وحل المشكلات.
وتوقف الدبلوماسي الأمريكي عند معضلة الهجرة، مؤكداً أن بلاده تقدم فرصاً قانونية وآمنة للزيارة والدراسة، لكنه شدد على أهمية ما وصفه بـ”الحلم الموريتاني” كخيار واقعي ومستدام، مستشهداً بنماذج لشباب موريتانيين استثمروا محلياً ونجحوا، من بينهم مؤسس مشروع “حصادي” الذي وظّف أكثر من مئة شاب بدعم من شركة “كوزموس إنرجي” الأميركية.
وفي الجانب الاقتصادي، أوضح آيس أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز التنمية عبر التجارة لا المساعدات، وهو توجه قال إنه ينسجم مع رؤية موريتانيا لعلاقات متوازنة مع شركائها. وأبرز في هذا السياق دور “مجلس الأعمال الأميركي-الموريتاني” والشركات الأميركية العاملة في البلاد، والتي أكد أنها تلتزم بالمعايير القانونية وتستثمر في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية.
كما تطرق آيس إلى التعاون الأمني بين نواكشوط وواشنطن، لافتاً إلى أن بلاده دعمت القوات المسلحة الموريتانية عبر برامج تدريب ومعدات، من كتيبة الجمال في أشميم إلى سلاح الجو في أطار، إلى جانب إرسال ضباط موريتانيين إلى كليات عسكرية أميركية مرموقة في إطار برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي.
وختم القائم بالأعمال خطابه بالتأكيد على أن الشراكة بين الولايات المتحدة وموريتانيا هي شراكة عملية، تسعى إلى تحقيق الاستقرار والازدهار المشترك في منطقة تواجه تحديات أمنية وتنموية متزايدة.