حننْتَ إلى ريَّا ونفسُكَ باعدتْ
مزارَكَ من رَيَّا وشعْباكُما معَا
و ما حَسَنٌ أن تأتيَ الأمرَ طائعاً
وتجزعَ أنْ داعي الصَّبابةِ أسمعَا
قِفا ودِّعا نجداً ومن حَلَّ بالحمَى
وقلَّ لنجدٍ عندنا أن يُودَّعا
بنفسيَ تلكَ الأرضُ ، ما أطيبَ الرُّبَا
و ما أحسن المُصْطافَ و المُتَرَبَّعا
ولمَّا رأيتُ البشرَ أعرض دونه
و جالتْ بناتُ الشَّوْقِ يحنِنَّ نُزَّعَا
بكتْ عينيَ اليُسرَى فلمَّا زجَرْتُها
عن الجهلِ بعد الحلْمِ أسبَلَتا معَا
كَأنّا خُلِقنا للنَّوى و كأننا
حرامٌ على الأيامِ أن نَتَجَمَّعا
تلَفَّتُ نحو الحيِّ حتَّى وجدتُني
وَجِعْتُ مِنَ الإصغاءِ لِيتًا و أخْدَعا
وأذكُرُ أيَّامَ الحمَى ثمَّ أنْثَني
على كبِدِي من خشيةٍ أنْ تصدَّعا
و ليستْ عشِياتُ الحِمَى برَواجعٍ
إليكَ ولكن خلِّ عينيكَ تدمَعَا
الصُّمَّة بن عبد الله القُشَيري
تقبَّلَه اللهُ في الصالحين