صَبابَاتٌ على أوتار الوَجَع

الولي طه

حننْتَ إلى ريَّا ونفسُكَ باعدتْ 
             مزارَكَ من رَيَّا وشعْباكُما معَا
و ما حَسَنٌ أن تأتيَ الأمرَ طائعاً
         وتجزعَ أنْ داعي الصَّبابةِ أسمعَا
قِفا ودِّعا نجداً ومن حَلَّ بالحمَى 
                 وقلَّ لنجدٍ عندنا أن يُودَّعا
بنفسيَ تلكَ الأرضُ ، ما أطيبَ الرُّبَا 
      و ما أحسن المُصْطافَ و المُتَرَبَّعا
ولمَّا رأيتُ البشرَ أعرض دونه 
         و جالتْ بناتُ الشَّوْقِ يحنِنَّ نُزَّعَا
بكتْ عينيَ اليُسرَى فلمَّا زجَرْتُها 
        عن الجهلِ بعد الحلْمِ أسبَلَتا معَا
كَأنّا خُلِقنا  للنَّوى  و كأننا 
                 حرامٌ على الأيامِ أن نَتَجَمَّعا
تلَفَّتُ نحو الحيِّ حتَّى وجدتُني 
        وَجِعْتُ مِنَ الإصغاءِ لِيتًا و أخْدَعا
وأذكُرُ أيَّامَ الحمَى ثمَّ أنْثَني 
         على كبِدِي من خشيةٍ أنْ تصدَّعا
و ليستْ عشِياتُ الحِمَى برَواجعٍ
              إليكَ ولكن خلِّ عينيكَ تدمَعَا

        الصُّمَّة بن عبد الله القُشَيري 
            تقبَّلَه اللهُ في الصالحين

جمعة, 27/06/2025 - 13:04