أطلق عدد من الجزائريين هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي لإلغاء العفو الرئاسي عن المساجين، الذي سيتزامن إقراره مع إحياء المناسبات الدينية والوطنية، على غرار إحياء استقلال البلاد في 5 يوليو المقبل.
وأبدوا مخاوفهم "من إمكانية الإفراج عن مجرمين قادرين على ارتكاب جرائم أخرى". كما اعتبروا أن "عدد الأشخاص المعفو عنهم كبير وقد يشمل أشخاصاً لا يستحقون هذه الأفضلية".
في المقابل تصدى آخرون لهذه الحملة عبر وسائل التواصل، قائلين إن "لكل شخص الحق في فرصة ثانية".
"فرصة ثانية"
من جهته أوضح المحامي المعتمد لدى محكمة الجزائر، فريد صابري، أن "العفو الرئاسي هو إجراء دأبت البلاد على إقراره منذ عقود تزامناً مع مختلف المناسبات".
وأضاف صابري لـ"العربية.نت" أن "الهدف من الإجراء هو منح فرصة ثانية للمحبوسين للاندماج في المجتمع بعدما قضوا فترة معينة في السجن".
كما أردف أن "الإجراء يشمل فئات منتقاة، إذا لا يمس المدانين بجرائم الإرهاب والقتل والتجسس والمؤامرات ضد سلطة الدولة وسلامة ووحدة أرض الوطن وتزوير المحررات الرسمية والعمومية وجرائم الانتحال والضرب والجرح العمدي المفضي إلى عاهة والاعتداء على الأصول أو القصر".
"الفئات الأقدر على الاندماج"
كذلك أوضح أن العفو لا يشمل "مرتكبي أفعال مخلة بالحياء والاغتصاب والاختطاف والاتجار بالبشر أو بالأعضاء، إضافة إلى الاعتداء على موظفي ومؤسسات الدولة وموظفي الصحة، أو الهيئات أو المؤسسات الخاضعة للقانون العام، وتهريب المهاجرين وجرائم المخدرات والتهريب والفساد وجرائم الصرف وحركة رؤوس الأموال وتزوير النقود وجرائم التمييز وخطاب الكراهية وجرائم الغش والتدليس والاحتكار والمضاربة غير المشروعة في السلع".
وختم قائلاً: "بالتالي، فإن الإجراء يعمل على انتقاء الفئات الأقدر على الاندماج في المجتمع، ومع ذلك فهذا لا ينفي حقيقة إمكانية أن يعود بعض المفرج عنهم، لارتكاب جرائم".
"إعادة النظر"
من جانبها بينت الحقوقية والمحامية فريدة بلحلول، أنه "وجب إعادة النظر في الإجراء، ليس بإلغائه، لكن في الفئات المستفيدة منه". وقالت لـ"العربية.نت" إنه" لا بد أن يشمل العفو حصراً، من أثبتوا سلامة سلوكهم من خلال تعلم مهنة أو متابعة تكوين أو النجاح في امتحان دراسي داخل المؤسسة العقابية".
أما بالنسبة للإفراج عن أشخاص عبر تقليص مدة عقوبتهم، فأوضحت أنها لا تعتقد أنه "إجراء عادل، كونه أصلاً سيكون في صالح مع تزامن توقيع المرسوم مع مناسبة ما، ويحرم منه الباقون"، حسب قولها.
نقلا عن العربية نت