الشباب في صدارة أجندة اجتماع روسيا والعالم الإسلامي في قازان

احتضنت مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، خلال الفترة من 15 إلى 16 مايو 2025، الاجتماع السنوي التاسع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”، وذلك ضمن فعاليات منتدى “قازان 2025”، بمشاركة واسعة من مسؤولين حكوميين، ودبلوماسيين، وممثلي منظمات دولية، وشخصيات أكاديمية وفكرية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

 

وجرى تنظيم هذا الحدث الاستراتيجي تحت شعار: “تجربة روسيا ودول العالم الإسلامي في مجال سياسات الشباب: التحديات المشتركة والإجراءات المشتركة”، في وقت تتعاظم فيه أهمية بناء جسور التعاون بين روسيا والدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة في مجالات التنمية، والتعليم، والشباب، والاقتصاد، والثقافة.

 

حضور رفيع المستوى وتنوع في التمثيل

 

وشارك في الاجتماع هذا العام وفود تمثل أكثر من 40 دولة إسلامية، من بينها وزراء، وسفراء، ورؤساء مؤسسات بحثية ودينية وثقافية. وكان من أبرز الحضور:

• رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان ورئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية.

• أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا.

• مارات خوسنولين، نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي.

• حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

• الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).

 

كما شهد الاجتماع مشاركة ممثلين عن الأزهر الشريف، ورابطة العالم الإسلامي، وعدد من الهيئات الأكاديمية ومراكز التفكير من آسيا الوسطى، وشمال وغرب إفريقيا، والشرق الأوسط.

 

رسائل سياسية ودبلوماسية

 

وفي كلمته الافتتاحية، نقل رئيس تتارستان رستم مينيخانوف تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركين، مؤكدًا أن روسيا تنظر إلى العالم الإسلامي كشريك استراتيجي، وأن هناك تطابقًا في المواقف حول العديد من القضايا الدولية، بما في ذلك أهمية بناء نظام عالمي أكثر عدالة وتعددية.

 

وشدد مينيخانوف على أن التعاون مع الدول الإسلامية لا يقتصر على الملفات السياسية والاقتصادية، بل يمتد إلى البعد الثقافي والديني والإنساني، مشيرًا إلى أن جمهورية تتارستان تمثل نموذجًا للتعدد والتسامح والتعايش بين مختلف المكونات.

 

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في كلمته أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة دقيقة تتطلب تنسيق الجهود وتبادل التجارب الناجحة، خصوصًا في مجال السياسات الشبابية. وأضاف أن ماليزيا تثمن جهود روسيا في تعزيز الحوار الحضاري، وتشجيع الشراكات بين مؤسسات التعليم والبحث العلمي.

 

كما أكد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين التزام موسكو بدعم التنمية في العالم الإسلامي، معربًا عن استعداد بلاده لتوسيع نطاق المبادلات الاقتصادية والمشاريع المشتركة، لا سيما في مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.

 

منصة للحوار وتبادل التجارب

 

ركزت جلسات الاجتماع على استعراض تجارب الدول المشاركة في تطوير السياسات الموجهة للشباب، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، والتكامل بين المناهج التعليمية، إلى جانب مناقشة مبادرات مشتركة لتعزيز التبادل الثقافي والديني ومكافحة الإسلاموفوبيا.

 

وقدّم عدد من الوزراء والأكاديميين دراسات وتجارب وطنية ناجحة في تمكين الشباب وإشراكهم في الحياة العامة، وفتح آفاق أمامهم في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والمبادرات الاجتماعية.

 

وفي مداخلته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى تعزيز المبادرات المشتركة في مجال السياسات الاجتماعية والتعليمية، مؤكدا أن الشباب يمثلون القوة الدافعة لمستقبل العالم الإسلامي، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته تجاههم.

 

كما نوه المدير العام للإيسيسكو بأهمية الدور الثقافي والتربوي في ترسيخ الحوار الحضاري، محذرًا من التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، ومنها الفجوة الرقمية، والتحولات الجيوسياسية، وتصاعد النزعات الإقصائية.

 

نتائج وتوصيات

 

خرج الاجتماع بعدد من التوصيات أبرزها:

• إطلاق منصات تعاون دائمة بين الجامعات والمراكز الشبابية في روسيا والدول الإسلامية.

• دعم برامج التبادل الأكاديمي والتدريب المهني.

• توسيع المبادرات الثقافية لمكافحة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين.

• تشجيع تأسيس صندوق مشترك لدعم الابتكار وريادة الأعمال في أوساط الشباب.

 

بالتزامن مع منتدى اقتصادي واسع

 

الاجتماع تزامن مع فعاليات منتدى “قازان 2025”، الذي شاركت فيه وفود من 103 دول، ووقّعت خلاله أكثر من 130 اتفاقية تعاون في قطاعات الاستثمار، والطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا، بقيمة تجاوزت مليار روبل، في مؤشر على الدور المتنامي لروسيا في بناء شراكات اقتصادية جديدة مع دول الجنوب العالمي والعالم الإسلامي.

ثلاثاء, 20/05/2025 - 22:02