أنا والعميد و النطق بالحكم وتدشين الجسر الجديد ..

عبد الله اتفغ المختار

من صفات غزواني التي أربكت كثيرا من خصومه، وأربكت مدرسة الحزب الجمهوري في "التصفاگ"، أنه تهيّب مجرد الحديث عن أي ملف معروض أمام العدالة.
لذلك لم تتجند الدولة بخيلها ورجلها وراء ملف العشرية، ولم تنظم المهرجانات والمظاهرات للمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بمن كان سيحسبهم إعلام النظام، أي نظام، بالخونة والمجرمين "الذين نهبوا البلد، وعاثوا في خيراته فسادا..  "
لم يحدث شيء من ذلك باستثناء افتتاحية يتيمة في الإذاعة الرسمية، وتأكد حينها أنها نشاز.. ربما كانت الاستثناء الذي يؤكد القاعدة..
..
ولم نسمع في الإعلام العمومي كلمة "النظام البائد"، ولا "مصائب العشرية" لا لشيء سوى أن ولد الغزواني لا يريد أي ضغط على السلطة القضائية في عهده، حتى أن وكيل الجمهورية وأعضاء هيئة محكمة العشرية كلهم معينون في فترة حكم العشرية ذاتها.... 
كان هذا الفصل الفعلي بين السلطات في مصلحة الدولة، والشعب، فلم تتعطل مصالح المواطنين بحجة أن البلد يواجه مؤامرة كبرى، ولم تسقط السماء على الأرض حين تم فتح ملف الفساد، لأن الجميع فهم ببساطة أنه ملف قضائي ..
مشكلة المدافعين عن نظام ولد الغزواني أنهم لم يلمسوا منه اهتماماً بتوجيه الإعلام ضد جهات معينة أو الإيعاز له بمهاجمة خصوم  مفترضين..
ربما يكون ولد الغزواني هو السياسي الموريتاني الوحيد الذي لم يتفوه بكلمة سوء تجاه أي خصم، سياسي أو دولة، فقد تعودنا على أن تشن كل وسائل الإعلام واللحلاحة والوزراء هجوما متزامنا على كل من لا يحبهم الرئيس..
أما التدشينات في عهد ولد الغزواني فلا ضجيج لها، ولا يهم ما تتزامن معه من أحداث في بقية أرجاء الوطن، وليست التدشينات سوى عمل روتيني يعتقد رئيس الجمهورية أن عليه القيام به عندما تنجز الدولة مشروعا من المشاريع التي يجب عليها أن تنجزها، ولا ينبغي أن يعطل حركة السير، فما بالك بأكثر من ذلك..
ستنطق المحكمة بالحكم اليوم، وربما تكون قد نطقت به، في الوقت ذاته يترأس ولد الغزواني اجتماعا روتينيا للحكومة، وليس هناك ماهو غير مألوف في حياتنا اليومية، وسأخرج أنا بعد قليل في مهمة "جماعة تبحث عن فاعل خير لبناء مسجد"، وسيصدر العميد إشدو بياناً شديد اللهجة، قبل أن يبدأ في حساب مداخيل الأتعاب، إذ لا نضال في عمل مقابل تعويض مادي، حسبما أخبرني أحد أصدقائي من المحامين الشباب ..
ويوم غد الخميس سأذهب في مهمة "لرفع التعليق عن موظف متغيب عن عمله لأسباب غير مقنعة"، وسيذهب رئيس الجمهورية لتدشين جسر مدريد، الذي كان حلما لنا معاشر سكان ما وراء مدريد، الذين سيصبح اسمنا سكان ما وراء جسر مدريد..

اثنين, 19/05/2025 - 18:37