اليسار الموريتاني تحت الأنقاض.
يا عمال العالم إتحدو!
إن اليسار ،أو الشيوعية كما عرفها الرفيق ماركس :هي أن الشيوعيين ليسوا حزبا منفصلا في مواجهة الأحزاب العمالية الأخرى ،وليست لهم مصالح منفصلة عن مصالح عموم البروليتاريا أي(الطبقة العمالية المسحوقة) ...
والهدف الأول عند الشيوعيين أي (اليسار)هو الهدف نفسه لكل الأخزاب البروليتارية الأخر ،أي الأحزاب المحسوبة على الطبقات الكادحة المسحوقة ،التي تسعى إلى تشيكل طبقة لإسقاط هيمنة البرجوازية ،وإستيلاء البروليتاريا على السلطة....
المرجع البيان الشيوعي ...
عزيزي القارئ دعنا نعود إلى اليسار الموريتاني الذي يخصنا ،وهنا لا نريد أن نجرد السيوف من أغمادها ولا نريد أن نخرج البنادق من خنادقها خاصة إذا كان الأمر يتعلق باليسار الذي سبق علينا فضله كأبناء الكادحين في الأيام السوداء في حركتهم التي كانت تضم جميع المضطهدين....
(سلام على روح الرفيق سيدي محمد ولد سميدع )،تحية لكل الرفاق المؤسسين للحركة اليسارية الكادحين ،وعلى رأسهم المرحوم سميدع ،وبدن ول عابدين ،وعبدالقادر ول حماد ،ومصطفى ول بدر الدين ،ويحي ول عمر ،و با عبد القدوس ...
تأسست حركة الكادحين عام1972_1973 بعد (مؤتمر تاكماجي) على يد الرفاق الذين ذكرنا أسمائهم آنيفا .ظهرت كحركة سياسية يسارية تدافع عن الطبقات المسحوقة ولبروليتاريا (المزارعين والعمال والمانوفاتورا...)جاءت ،كحركة متمردة ضد ثقافة الإقطاع المتمثلة في المنظومة القبيلة التي كانت سائدة ما قبل تأسيس الدولة ، كما أنها جاءت لتحارب الفئوية، وتناضل من أجل تحرير العبيد من الجلادين ،وترفع راية الوطنية والمسواة كمبادئ حمراء....وقد قامت هذه الحركة بجهود جبارة ، وقدمت تضحيات جسام في توعية المواطنين بحقوقهم ،حيث زرعت فيهم روح الرفض والتمرد ضد الحيف الذي يمارس بحقهم ،وقامت بحملة واسعة لتعليم المواطنين في القرى والأرياف وآدوابه ،وخاضت معارك طاحنة ضد العبودية العقارية وغيرها وأنتصرت فيها ،ووقفت هذه الحركة مع إضرابات العمال وأستطاعت أن ترد لهم الكثير من حقوقهم التي كانت مهضومة ،مثلا إضراب عمال الزويرات الذي بدأ من عام 1968 إلى 1972،كما أنها يعود لها الفضل في الإصلاحات التي قام بها نظام المختار ولد داداه ،حيث التخلص من لفزنك الفرنسي وإنشاء عملة وطنية ،وتأميم شركة سنيم ميفيرما عام 1974، وفي عام 1975 دعت حكومة ولد داداه إلى مؤتمر (الوضوح )حيث جرى توحيد كل الأحزاب السياسية ،وتبنت الحكومة ما عرف بالإشتراكية الإسلامية لإزالة كل أنواع إستغلال الإنسان للإنسان كما كان ينص عليه خطاب الكادحين...
فبعد هذه الإصلاحات التي قام بها نظام ولد داداه ، ولدت خلاف في صفوف الحركة ،حيث رأى البعض من أعضاء الحركة أن يدعموا النظام عن طريق الجبهة الوطنية، لكن فريق منهم ورفض ذلك القرار ،هنا حدث تفككت في الحركة ،وظل الجناح الذي رفض دعم ولد داداه يكافح ،حتى جاء إنقلاب الرئيس هيدالة على الرئيس ولد بسيف ،فكانوا من أشد المعارضين لذلك الإنقلاب ،وعندما نحج ولد هيدالة فالوصول إلى السلطة ،مارس عليهم كل أنواع الإضطهاد والتنكيل والسجن ولإقصاع ،..فظلوا صامدين أمام كل ذلك ،حتى شقط نظامه وكان لهم الدور الأبرز في سقوطه ،لكن الخطأ الوحيد الذي إرتكبه الكادحين هنا ،هو أنهم كانوا الجناح الأول الدائم لإنقلاب ولد الطايع !والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :لماذ رفض الكادحين إنقلاب ولد هيدالة ،وأيدوا إنقلاب ولد الطايع ؟
والتفكك الثاني جاء عندما رفض الكادحين أن يتبنوا قضية لحراطين كضية مستقلة عن القضايا الجزئية ، عام1976 ،حيث كانوا ومازالوا يعبرون أن قضية لحراطية ،قضية لقمة عيش او كسرة خبز، أن تسويتها لاتتطلب سوى الإصلاح الإقتصادي العام ،ولم يستوعبوا أنها قضية شعب بأكمله يسعى إلى كرامة إلى وجود ،بين رهط من بني البشر لا يعرفون العدال ولا المسواة ،حينها قررت مجموعة من أعضاء الحركة من لحراطين لإنسحاب من الحركة ،،فشكلوا حركة الحر عام 1978 ،لكن اليسار ظل متنكر لقضية لحراطين رغم أنه يعرف ما يقع عليهم من ظلم وإضطهاد لا يرحم ....فكان ينبغى على ؤلائك وهؤلاء المجاهدين أن يحرصوا وأن يتحلوا بروح الفروسية ويقفوا مع لحراطين جنبا إلى جنب كطبقة بلوريتارية مضطهدة من إجل إسقاط البرزواجية المهيمنة على الصدور الناس ،فتلك خير وسيلة يبرهنون بها على أنهم بشر ، لكن مع الأسف تراجع هذا التيار الأحمر عن مبادئه ،بل داس عليها وتمسك بطابعه الرجعي الذي كان يخفي عن الجماهير ،وذالك حينما سخر الكادحين جميع جهودهم الخفية لإعادة الطاغية معاوية إلى السلطة عام 2005،عن طريق الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله الذي كان لهم الدور الأبرز في إقناعه للترشح إلى الرئاسة بدون علم العسكر ،(مصادر خاصة ،ويمكنكم أن تستعينوا بمقال منشور في موقع ريم ميديا تحت عنوان سعي الكادحين إلى إعادة ولد الطايع ) ومن هنا يمكننا أن نقول أن اليسار الموريتا لا يخلتف عن المنظومة المهيمنة التي تسعى على المحافظة على الموجود سواءا كان العكسر أو غيرهم ، بل وأحينا يذهب اليساؤ إلى ابعد من ذلك حتى يقيم علاقة زواج مع اليمين المتطرف...
عزيزي القارئ إن اليسار الموريتاني اليوم أصبح جزء من المنظومة الطبقية البرجوازية حيث أنه يشترك مع القوى الرجعية في جميع التدابير القمعية ضد الطبقة العمالية ،زعما عن تشدقاتهم الجوفاء ،فإنهم في حياتهم الإعتيادية يرتضون إلتقاط التفاحات الذهبية ،ومقايضة الوفاء والكرامة بالمتاجرة بالصوف والشمندر....
والأدهى والأمر من ذاك هو أن هذا اليسار ،أنتج لنا جيل من الشباب متخصص في هدم وتمييع الأفكار اليسارية العظيمة ومبادئها الحمراء التي يجب أن تظل ثابتة ،وحرف الأفكار النبيلة إلى أفكار نفعية مادية وأخرى غريزية حتى أصبح اليسار الموريتاني فكرا مرفوضا يجب محاربته لدى الكثير من القوى الجمهورية الحية...
تحية إلى الرفاق تحية إلى كل كادح يصارع الحياة من أجل البقاء.