في مثل هذا اليوم منذ سنتين ( 6 فبراير 2023)

لمهابه عبد الله بلال

ضرب زلزال رهيب مناطق في تركيا وسورية ، وكنت يومها في مدينة إزمير التركية...
عندما استيقظت أرسل لي أحد الإخوة رسالة عبر  الفيسبوك : "اشوسيتو مع ذا الزلزال؟
عندها صُدمت لأني كنت أتحسب "الزلازل" وذلك لأني قبل سفري إلى تركيا بحثت  في كوكل عن مدينة إزمير لأعرف عنها بعض الأمور وأول ماواجهني "زلزال إزمير" وظلت الهواجس وفوبيا الزلازل تلاحقني،
تسمرت في مكاني وقلت أين وقع الزلزال ياترى؟  ثم هرعت إلى الهاتف من جديد وبحثت فإذا بزلزال مدمر ضرب محافظات عدة جنوب تركيا ( تبعد قرابة 800 - 1000 كلم عن مدينة إزمير )،ومناطق من سورية  وشعر به سكان لبنان وفلسطين ومصر..الخ
فتحت التلفزيون فإذا بالقنوات التركية كلها تبث مناظر من دمار الزلزال وانتشال الضحايا ومما زاد الأمر تعقيدا العاصفة الثلجية القوية التي كانت تضرب تلك الأيام مناطق عدة في تركيا...
نزلت إلى مطعم الفندق فوجدت مجموعة تتابع التلفزيون ولاصوت يعلو فوق صوت الزلزال والدمار مع الأسف ..
كانت متبقية لي 24 ساعة لأغادر وكانت من أطول الأيام، ورغم بعد مكان الزلزال لكن ظلت الهواجس تلاحقني بلا هوادة خوفا من الهزات الارتدادية وكلما تحرك شيء في الغرفة قلت في نفسي "بدأنا مع الأسف"..
ومما زاد القلق  بعض الأخبار التي تفيد أن خفر السواحل التركية يحذر من موجة تسونامي على الشواطئ التركية..
بقيت أحسب الثواني والدقائق وتوجهت إلى المطار قبل موعده بساعتين علني أداري قلقا وشوقا ...
حقيقة عندما تسود أجواء القلق والخوف لم يعد هناك شيء  يلفت الانتباه..
سافرت عائدا إلى الوطن وعندما وصلت إلى مطار انواكشوط أم التونسي بعد رحلة دراماتيكية تنفست الصعداء، سلكت طريق المطار والشمس تقترب من الغروب، وفي دروب الوطن الفيسحة بدا لي يمشي الخيلاء يداعب أحلام بنيه، لاشيء أجمل من العودة إلى الوطن ، تذكرت كل المغتربين الذين فرضت عليهم الظروف البقاء بعيدا عن الوطن والأهل وكل الأوقات العصيبة التي تلف المرء أحيانا  بعيدا عن نوبات الوطن السحرية...
مهما كان الوطن أحيانا مكفهرا يبقى سمحا ،ومهما بدت مخالبه حادة تبقى ناعمة ..

اثنين, 10/02/2025 - 12:44