قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز إن موريتانيا واسبانيا ملتزمتان بالعمل معا لتعزيز الهجرة الآمنة والمنتظمة والنظامية.
وأضاف الرئيسان غزواني وسانشيز في بيان مشترك بعد زيارة الأخير لنواكشوط الثلاثاء، أنهما يعتبران التعاون في مجال الهجرة هو أحد المجالات ذات الأولوية في العلاقات بين البلدين و"يشكل الاتفاق المتعلق بتدفقات الهجرة الموقع في عام 2007 نقطة انطلاق للتوصل إلى تفاهم بهذا الخصوص".
مساهمة إيجابية للمهاجرين..
وأكد الطرفان أنهما يعترفان بـ"المساهمة الإيجابية للمهاجرين في النمو الشامل والتنمية المستدامة لبلديهما"، مؤكدين التزامهما بمواصلة العمل معا لإدارة تدفقات الهجرة بطريقة شاملة تضمن معاملة عادلة وإنسانية للمهاجرين.
وأكد الرئيسان على ضرورة مكافحة العنصرية وكره الأجانب بجميع أشكالهما، مضيفين أنما يلتزمان بتوحيد الجهود في هذا الصدد.
وجاء في البيان أنه: "إدراكا من البلدين للتحديات التي تواجهها المرأة في مجال التنقل، يلتزمان باعتماد نهج قائم على الجنس يأخذ في الاعتبار الدفاع عن حقوق النساء والفتيات في جميع مجالات العلاقات الثنائية بشأن الهجرة".
آفاق الحوار بشأن الهجرة..
وأكد الطرفان أن الحوار بشأن الهجرة بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي يتيح لهما فرصا جديدة لمواصلة إظهار استعدادهما للعمل معا في البحث عن حلول دائمة لقضايا الهجرة.
ويرى الرئيسان أن توقيع مذكرة تفاهم تقنين وتنظيم تدفقات الهجرة سيكون مفيدا لتنفيذ برنامج للهجرة الآمنة والمنتظمة والنظامية بين البلدين، بما في ذلك برامج الهجرة الدائرية، الرائدة في أوروبا، التي تعطي مكانة خاصة للشباب والنساء.
وأكد البيان أن نتائج ملحوظة في هذا المجال تحققت بالفعل حتى الآن، و"قد عززت هذه الزيارة الالتزام بالتعاون في مجالات الأمن والشؤون الداخلية، وكذلك في المجالات التي تغطيها اتفاقية التعاون الأمني لعام 2018 واستنتاجات لجنة المتابعة الأخيرة، التي عقدت في مدريد في عام 2023".
علاقات ثنائية "ممتازة"..
البيان الختامي لزيارة سانشيز أكد تثمين موريتانيا وإسبانيا للعلاقات الثنائية "الممتازة"، وتأكيدهما على وجه الخصوص التصديق على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي ترفع هذه العلاقات إلى أعلى مستوى سياسي.
ورحب البلدان بإنشاء آليات مختلفة للتعاون في مجالات الصحة والهجرة والأمن، كما أنهما يعربان عن استعدادهما لمواصلة تعزيز التعاون في هذه القطاعات التقليدية وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة ذات اهتمام مشترك، ويعلنان عن عقد الاجتماع الرفيع المستوى الأول بين موريتانيا وإسبانيا في عام 2025.
التزام بالتعاون في وجه التحديات..
وجاء في البيان أن موريتانيا وإسبانيا تواجهان قضايا وتهديدات وتحديات أمنية مشتركة، وتلتزمان بتعزيز تعاونهما، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.
وشدد الجانبان على الحاجة إلى تحديد الأهداف المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالبشر، مع التأكيد مجددا على عزمهما على تعزيز المشاورات المتبادلة والتعاون في جميع المجالات ذات الصلة.
ورحبت موريتانيا وإسبانيا باعتماد إعلان لتعزيز التعاون في مكافحة المنظمات والشبكات الإجرامية الدولية.
كما رحب الرئيس سانشيز بـ"التطورات الإيجابية للغاية التي شهدتها موريتانيا في السنوات الأخيرة، ولا سيما توطيد الديمقراطية الجاري منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2019"، مشيرا إلى أن النتائج التي تحققت من حيث الاستقرار والأمن تمثل رصيدا مميزا في السياق الإقليمي.
ووصل رئيس الحكومة الاسبانية إلى العاصمة نواكشوط في زيارة "صداقة وعمل" تدوم ليومين، ويتصدر ملف الهجرة أجندتها.
ومن المنتظر أن يزور سانشيز كلا من السنغال وغامبيا خلال منتصف الأسبوع الجاري، في ثاني جولة له في المنطقة في غضون أشهر.