عن "الرقص

حبيب الله أحمد

عام 2001 بين شهرى أكتوبر وسبتمبر كنت فى القاهرة للمشاركة فى دورة تكوينية نظمت لمجموعة من الصحفيين الأفارقة 

دعينا إلى أمسية احتفال على شرفنا فى فندق فاخر 

بدأت موسيقى راقصة تهز الفندق كله مستفزة كبار الصحفيين المدعوين من مديرى مؤسسات ورؤساء تحرير وغالبا اعمارهم فوق السبعين سنة ولهم أبهة ومواكب وحراس وبروتكولات 

كان معنا شيخ محني الظهر بالكاد يستطيع الوقوف قيل لى إنه مدير صحيفة مصرية شهيرة لم يتمالك نفسه فدخل" المرجع" كأنما نشط من عقال وبدأ " يتلاوح" حتى تذكرت قصة مالك رضي الله عنه عندما سألوه عن الرقص فوصفوه له فقال " هل صاحبه به مس من الجنون" فالصحفي العجوز ترنح كثيرا مقتربا من راقصة شبه عارية كانت تستحثه" إرأص يفندى مع أليزا اللزيزا" 

فوجئت به يتجه نحوى وقد بقيت وحيدا خارج " المرجع" قائلا " ياابنى ليه ماترأص"

قلت له" أنا قادم من بلد لا يعرف شعبه الرقص"

علق ضاحكا" ولسه عايشين"

ثم اضاف 

" ليه ممكن تشرح لى"

قلت له 

" نحن بلد فقير ولكثرة معاناتنا مع الفقر نسينا الرقص أو لم يعد لدينا الوقت لممارسته"

ضحك بمجون ثم أسلم نفسه ل( أليزا) ليراقصها 

لا أعرف هل اقتنع بالحجة " التهربية" التى قلت له أم لا لكننى أعرف أن مستوى مجون الحفل لايناسبنى و أن " الخبطة" التى يرقصون عليها ليست" خبطتى" التى ارقص عليها كما أننى لم أكن على" مركوب" الرقص

أربعاء, 27/12/2023 - 01:13