الصين تستخدم مواطنيها لمكافحة التجسس

نور ملحم 

تلهم الصين مواطنيها للمشاركة في أعمال مكافحة التجسس، وكذلك مكافأة وحماية الكيانات التي تبلغ عن التجسس لتطبيع مفهوم الأشخاص المشاركين في مثل هذا العمل ، لذلك دخل قانون معدل يوسع نطاق تعريف الصين للتجسس حيز التنفيذ ، ما يعزز سلطة بكين في معاقبة المتهمين في ما تعتبره تهديدات للأمن القومي. 

 

من خلال تعزيز آلية الإبلاغ عن التجسس من خلال الثناء القانوني على الأفراد والمنظمات الذين يبلغون عن التجسس ومكافأتهم وحمايتهم، وذلك لتطبيع آلية مشاركة الناس في أعمال مكافحة التجسس".

 

وأطلقت وكالة التجسس المدنية الصينية شديدة السرية حسابًا عامًا على إحدى منصات التواصل الاجتماعي ودعت الناس إلى الانضمام إليها ضد التجسس، وعرضت المكافآت والحماية للأشخاص الذين يزودونها بالمعلومات.

 

تعمل السلطات الصينية على تشجيع الجمهور على الإبلاغ عن أي جواسيس أجانب مشتبه بهم وكذلك المتعاونين معهم الصينيين من خلال الحملات الدعائية والتحفيزية لسنوات حتى الآن، بحكم إن الصين تتعرض لتهديد مستمر من "قوى أجنبية معادية". وتحاول هذه القوى التسلل إلى البلاد وتقويضها.

 

وبموجب قانون مكافحة التجسس الصيني المعدل، فإن جميع "الوثائق والبيانات والمواد والعناصر المتعلقة بالأمن والمصالح الوطنية" تخضع لنفس الحماية التي تتمتع بها أسرار الدولة، ويوسع القانون تعريف التجسس ليشمل الهجمات الإلكترونية ضد أجهزة الدولة أو البنية التحتية الحيوية للمعلومات. 

 

ويأتي إعلان الصين بأنها مهددة من قبل الجواسيس في وقت تتهم فيه دول غربية بقيادة الولايات المتحدة، الصين بالتجسس وشن هجمات إلكترونية، وهو ما تنفيه بكين.

تعد الصين أحد أبرز أضلاع سباق التجسس، ومكافحته في آن واحد، خاصة بعد أن دخل قانون مكافحة التجسس الجديد حيز التنفيذ ، ومن خلاله تريد الحكومة الصينية الآن إشراك سكانها في خطتها الجديدة 

وتأتي الدعوة إلى الترويج للاستخبارات الصينية المضادة بين الجماهير، في أعقاب توسع بكين في قانون مكافحة التجسس، الذي يحظر مشاركة المعلومات المتعلقة بالأمن القومي والمصالح غير المحددة.

وأمام قانون التجسس الصيني تزايد قلق الولايات المتحدة، إذ يمكن تغريم الشركات الأجنبية في الصين بسبب أنشطتها التجارية المعتادة، وبموجب القانون المعدل يمكن للسلطات التي تجري تحقيقًا في التجسس الوصول إلى البيانات والأجهزة الإلكترونية والمعلومات المتعلقة بالممتلكات الشخصية.

 

ودائمًا ما ترى الصين نفسها مهددة من قبل الجواسيس، وفي السنوات الأخيرة، اعتقلت الصين واحتجزت العشرات من الرعايا الصينيين والأجانب للاشتباه في قيامهم بالتجسس، بما في ذلك مدير تنفيذي في شركة الأدوية اليابانية أستيلاس فارما، آذار الماضي، إلى جانب الصحفي الأسترالي تشينج لي، الذي تتهمه الصين بتسريب أسرار دولة إلى أخرى، والمحتجز منذ أيلول 2020

 

وأمام سيناريو تبادل الاتهامات بين بكين وواشطن، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بـ"عالم القرصنة"، وهو ما دفع حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى التخطيط لمشاركة شعبها في بناء خط دفاعي ضد التجسس.

سبت, 05/08/2023 - 16:09