زووم الصحراء (42).. في النيجر.. طبول الحرب إلى أين؟

المصدر: الصحراء

أسبوعان على اعتقال الرئيس المدني محمد بازوم، وساعات قبل اجتماع قادة الايكواس في أبوجا ، يلح السؤال ما ذا بعد قرع الطبول هل تندلع الحرب، في البلد الساحلي شاسع المساحة، أم أن سيناريو مالي وبوركينا افاسو الذي كانت العقوبات أساسه في طريقه للتكرار في انيامي. 

 

في زوم الصحراء هذا الأسبوع نواصل متابعة ملف انقلاب النيجر ونبحث في مؤشرات المواقف عن اتجاهات الأحداث المتسارعة وتداعياتها المحتملة على مجمل بلدان المنطقة. 

 

طريق مسدود..

خلافا لما توقع مراقبون وسربت جهات مقربة من قادة المجلس العسكري الحاكم في انيامي فشلت مهمة الوفد الثلاثي المكون من الأمم المتحدة  والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا حتى قبل أن تبدأ ، لتتسارع وتيرة تصريحات وخطوات يتخذها كل طرف لتحضير الميدان للخطوة التالية وفق أجندته وما يعتقد أنه يخدمها: 

 

✔️ بالنسبة للانقلابيين تتالت خطوات تكريس الأمر الواقع من خلال:

☑️ تعيين مجلس وزراء جديد.

☑️ إحكام القبضة أكثر على المؤسسة العسكرية من خلال تعيينات في مواقعها الحساسة.

☑️ تصعيد الخطاب ضد فرنسا واتهامها بخرق الأجواء.

☑️ تعزيز خطوات التنسيق مع الدول الرافضة للتدخل ( مالي وبوركينا افاسو).

 

✔️ وبالنسبة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والمعسكر الداعم للرئيس المخلوع محمد بازوم، لاصوت يعلو فوق صوت التحضير للحرب.

☑️ فالخطة تم اعتمادها من قادة الأركان.

☑️ والدعم اللوجستي من القوى الدولية الحليفة ( فرنسا والولايات المتحدة) جاهز وعلى الأرض .

☑️ وفي الميدان هناك الإعلان عن عدة تشكيلات مسلحة يعتقد أنها قد تكون النواة لما تريده المجموعة الافريقية أن يكون أساس نظام ما بعد فشل الانقلاب. 

 

كسر العظم

هي المواجهة الصفرية إذا بين أطراف تدفعها مصالحها وارتباطاتها وتناقضاتها أيضا إلى ما يظهر أنه عملية كسر عظم بين:

✔️ قادة انقلاب يعتبرون أنهم يمتلكون نقاط قوة جوهرية:

✅ أولها شارع خرج بعشرات الآلاف في دعمهم في العاصمة وعديد المدن وفق ما يقول الإعلام المقرب منهم.

✅ وثانيها الدعم القوي من دول مجاورة اعتبرت التدخل العسكري إعلان حرب عليها.

✅ وثالثها تزايد الكتلة الداعية لاعطاء فرصة للحوار والمعبرة تصريحا أو تلميحا عن تحفظ على التدخل العسكري( عبرت الجزائر عن رفض التدخل العسكري، وطلبت ايطاليا إعطاء فرصة للحوار). 

 

✔️ وفي المقابل يراهن أنصار بازوم على:

✅ وجود الشرعية في صفهم حيث رفض الرئيس الاستقالة برغم ما يتعرض له من ضغوط.

✅ تصدر نيجيريا حملة الدعوة والعمل على استعادة الشرعية.

✅ شعور عدد من المنظمات والجهات الدولية المعنية بالاستقرار أن ترك الانقلاب يمر يعني باختصار تسليم المنطقة للعنف بعنوانيه المتصارعين في الظاهر المتحالفين في المحصلة ( الانقلابات وجماعات العنف) وفق ما يعتقد مقربون من مناهضي الانقلاب. 

 

والحصيلة..

إذا لم تحدث تطورات في المواقف الحدية لأطراف النزاع خلال الساعات التي تفصلنا عن اجتماع أبوجا فنحن نتجه لمشهد من المرجح أن يكون من ضمن عناوينه:

☑️ مهلة أخيرة تعتمدها قمة أبوجا تمتص من خلالها الأصوات التي ارتفعت مطالبة بالحوار ( من أهمها في حساب المنظمة الافريقية موقف مجلس الشيوخ النيجيري الذي صوت على قرار غير ملزم يحث الرئيس بولا أحمد تينوبو على إعطاء فرصة للحوار)

☑️ تزكية علنية لخطط التدخل التي سبق لقادة أركان المجموعة الإعلان عن اعتمادها.

☑️ خروج موسكو عن موقف التحفظ واتخاذ موقف أكثر وضوحا في مؤازرة قادة المجلس العسكري. 

 

ويبقى الأمران الأكثر أهمية في تحديد من سيحسم المعركة في النهاية:

✔️ مدى تماسك المؤسسة العسكرية ولمصلحة من سيميل ميزانها ومزاجها في النهاية ..؟

✔️ مصير الرئيس المعتقل بازوم بعد التدخل العسكري المحتمل ذاك أن سلامته من عدمها عامل جوهري في تحديد وضع الحكم ليس على المستوى الدستوري فحسب؛ بل وعلى المستوى العملياتي والسياسي أيضا. 

 

يوم خميس جديد تفتتح فيه النيجر أسبوعها الثالث في ظل أزمة مستفحلة تلقي بشررها في منطقة  لا تتحمل الكثير من اتساع دائرة اللهب.

أربعاء, 09/08/2023 - 22:27