بطل من ذلك الزمان؛

اقريني امينوه

لم يكن فى كامل قوته، الجسد القوي تبخر فى سنين غيابه عن الحي. 

 

لقد صار رفات رجل؛ بعينين غائرتين تنظران في زيق؛ وشحوب يغطي الوجه المنهك، ملامح الوجه تغيرت منذ أمد بعيد. 

 

وكان لسعاله إيقاع منتظم بفعل سجائر العشرية الرهيبة، لم تكن صحته على مايرام فى ذلك المساء الخريفي.

===

بطل معارك الصبا وحامي الحي الوحيد، صاحبُ القلب الفولاذي، من سجل عشرات الانتصارات الصغيرة فى حروب استعادة أمجاد الحي، أصبح اليوم حارسَ أمن خصوصي لفرع البنك الذي يُديره أجبن جنوده !!!

===

لم أصدق أنني عثرت على كنز الحكايات القادم من الماضي، لم تعنِ له النوستالجيا التي كُنتُ أتخبط فيها شيئا.

 

كان مفلسا ومحبطا وأبا لأربعة أطفال بلا مستقبل واضح، وفوق كل ذلك كان مدانا بثلاث جنح ومدينا بقيمة راتب عام لصاحب دكان عند "فيراج أحمد سالم".

===

كان بحاجة إلى الكثير من التبغ، تبغ يكفيه لاستهلاك ساعات دوامه البلهاء، وكان يقتات على أعقاب سجائر جمع منها الكثير، لقد طحن الواقع بطل ذلك الزمان، شاب فى عقدين وتحول إلى مسن ينتظر في غمضة عين.

اثنين, 24/10/2022 - 18:33