يبدو أن اكتشاف فخامة الرئيس لوجود متطرفين وعنصريين في صفوف أحزاب جمهوريته "الديمقراطية"... سيكون من أهم وأعجل منجزات الدورة الانتخابية الجديدة!
لم يسم الرئيس، ولا يستطيع، حزبا بعينه؛ ولكنه لا يحتاج؛ فالمعنيّ بالحزب هو "تواصل"، لأنه ذو خلفية إسلامية (تلقائية التبعية في الربط بين الإسلام والإرهاب!) ولأنه هو الحزب الوحيد الذي يخشى منازلته الانتخابية.
ومع ذلك هو الحزب الذي كان قد امتدح مشاركته في انتخابات 2013 وتفاوض مع رئيسه، وكان قادته موضع ثنائه وتزكيته "لاعتدالهم" ووسطيتهم، في وقت سابق!
وأما العنصريون فهم في قصده حزب "الصواب" ذو الخلفية القومية، وحليفه الجديد رئيس حركة "إيرا"، وهو أيضا كان رفيقه الذي تلاه في انتخابات الرئاسة 2014 بعدما زكاه وساعده للترشح فيها!
*
هذه التصريحات التي جاءت في الظاهر في سياق مزايدات الحملة الانتخابية، يبدو أنها تنفع لاستخدامات أخرى، متعددة المنافع، ومتعددة الأطراف!
فصقور خصوم حزب تواصل من السياسيين والإيديولوجيين الذين يتزلفون للنظام، باندفاع وصبر على الضيم أحيانا، يتوسعون في ترويج وتهويل "تهم" الرئيس... حتى سموا حزب "تواصل" بالدواعش (دون اعتبار عبثية تسمية الشيء بضده)!!
وأما النظام، وربما بعض مستشاريه، فيتجه استغلالهم لتلك التهم إلى معان أكثر "نفعا" وأقرب للواقعية. ألا وهي التفسير الخليجي للإرهاب... بأنه ليس داعش وأخواتها، كما يزعم العالم؛ بل هو حركة الإخوان المسلمين في مصر، وأحزاب وتيارات الإسلام السياسي المتفقة معها، في كل مكان بما فيها حركة حماس في فلسطين المحتلة!
وليس سرا أن العلاقات الموريتانية الخليجية (مع السعودية والإمارات) تلقي بثقل من الضغط والإغراء على الدول التي تشرّع أحزابا "إسلامية"، من أجل حظرها وتجريمها بالإرهاب تلقائيا، أو التضييق عليها وقمعها...
فما بالكم إن كانت الدولة موريتانيا على فترة من حكم العسكر المفتقر أشد الفقر للمال، والمتضايق من قوة منافسة وتزايد شعبية "الحزب الإسلامي"؟!
وهكذا:
كل له نية في بغض صاحبه * .....
...................................
نقلا عن صفحة الكاتب