رسائل الوفاء ... (تصل براحة العالم الأزرق)

سيد محمد ابهادي

تنامى إلى مسامعنا نحن ممثلي الطبقات الهشة و المعدمين  و أصحاب الأمراض المزمنة، و ضحايا مظالم الأنظمة المتعاقبة، أن فئة من المترفين و سكان العالم الأزرق، تكتب بأقلام متحاملة و صفات منتحلة، و تتحدث بألسنة تنتمي لعالمها الملون، تعكس صورة حالكة عن واقعنا، و ترسم نفس الصورة المأساوية التي كنا عليها قبل تدخل هذا النظام، و بلغنا و نحن في غمرة الفرح و السرور قبيل توديع وفود التآزر  و استقبال طلائع الانصاف، أن فئة من المتحاملين تستغل بعدنا و اشغالنا باستقبال المساعدات، الغذائية و المعونات المالية و استعدادنا للدخول في الحملة الزراعية، أنهم سائرون في دروب التحامل و التآمر، ضد النظام الذي انتشلنا من حافة الضياع و حواري النسيان..
 و نظرا لصعوبة دخولنا في عالمهم الكذوب ومهاتراتهم العدمية، فقد قررنا توجيه رسائل عاجلة تساهم في كشف مآمرتهم و تدحض ادعاءاتهم المتهافتة.
١-من المهمشين
كان استلام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد- الشيخ الغزواني إيذانا ببدء مرحلة جديدة بالنسبة لنا، تحول بموجبها حالنا من سردية التشرد و الضياع التي تعايشنا معها طيلة مسيرة الدولة، و كانت علاقتنا بالأنظمة القائمة تتلخص في سوقنا إلى صناديق الاقتراع بواسطة شيوخ متحكمين في مصائرنا، و كنا نؤرخ للمواسم الانتخابية بأزيز السيارات العابرة، التي تخترق مسامعنا و تكسر الصمت المطبق على أخبيتنا و مساكننا المتهالكة.
لقد تحول ذلك الصوت المزعج الموذن بدخولنا في سوق النخاسة، إلى صوت يحمل البشر و الأمان، و صرنا نترقبه كل حين، ففي كل شهر تجوب قرانا الوفود المحملة بالعطاء و الوفاء، فهذه سيارة تحمل مساعدات مالية لبعض الأسر  و تلك توزع الرواتب الشهرية للأسر المتعففة، و أخرى توزع بطاقات التأمين الصحي، و هذه تفتح المشاريع المدرة للدخل و تدعم النساء معيلات الأسر.
لقد أصبحنا نمتلك زمام أمورنا نتحدث عن مشاكلنا بأنفسنا و لم تعد السماسرة متحكمة في رقابنا..و كان ذلك بإرادة و قصد من رئيس الجمهورية، الذي حررنا من استعباد الحاجة و خاطبنا مباشرة دون وسيط.
صحيح أننا عاجزون عن تبليغ رسائنا عن طريق عالمكم المضلل، و لسنا نادمين على عدم الانخراط فيه، لكننا سنوصل رسائلنا عبر صناديق الاقتراع التي ستقتلع جذور المتحاملين، أسنان الشعبويين
٢-من أصحاب الأمراض المزمنة
أما نحن أصحاب الأمراض المزمنة، و التصفية، فلا تدخل مشاكلنا في سلم أولوياتكم إلا ما كان منها قابلا للاستغلال و التشهير، غير أن توفير العلاج و المساعدات المالية و الضمان الصحي لنا غير مهم بالنسبة لباعة الوهم، و لا نتوقع منكم تثمينا له و لا تشجيعا لمن اتخذ قرارا بالتكفل بمصاريف التصفية التي كانت تثقل كاهل كل مبتلى بهذا المرض العضال، و وفر أجهزة إضافية و زاد من عدد مراكز التصفية ، و كنا قبل هذا النظام نتحمل تكاليف العلاج و معاناة الساعات الطوال انتظارا لأنبوب هو أملنا الوحيد في البقاء على قيد الحياة، و سنكون جاحدبن إن لم نقف وقفة إجلال و إكبار لما قامت به الدولة من التخفيف من معاناتنا و   ننتظر افتتاح مراكز التصفية في جميع النقاط الصحية و هو مشروع يعمل عليه هذا النظام المبارك.
لقد شغلتنا المعاناة عن التصدي لأباطيل المرجفين و لككننا مستعدون لافتداء هذا النظام بأروحنا جزاء شكورا لما منحنا من رعاية. و عناية.
٣-من أصحاب المظالم
نحن ضحايا مظالم العهود السالفة نشكر لهذا النظام حل مختلف مشاكلنا، و يشهد عالمكم الأزرق أننا ملأناه ضجيجا في فترات سابقة دون مجيب و لا مغيث، لكن أصواتنا توقفت و اطمأنت نفوسنا لوجود عدالة تنصف المظلوم و تردع الظالم، و تحقق عدالة الله في أرضه، و لا نريد منكم تثمينا و لا تهنئة و نعرف الطريقة التي نرد بها الجميل لرئيس الجمهورية الذي أنهى معاناة عمر بعضها لعقود..
٤- من المتقاعدين
و للمتقاعدين كلمة لابد من إيصالها في ظل عجزهم عن مواجهة مد الشعبوية الهادر في ميادين الغدر، و حلبات التخوين.
لقد استلم رئيس الجمهورية السلطة و كل المتقاعدين الذين ضحوا في سبيل الوطن،  و أفنوا زهرة أعمارهم في خدمته، و مخصصاتهم ضعيفة هزيلة و تصل متأخرة  بعد ثلاثة أشهر، حتى تنامى لديهم الشعور بالغدر و الخيانة من القائمين على وطن آمنوا به و ضحوا في سببله، فجاء قرار رئيس الجمهورية منصفا و مفعما بمعاني الوفاء و الامتنان، فقام بمضاعفة مخصصاتهم، و أمر بتحويلها إليهم نهاية كل شهر...فأي اهتمام و أي تقدير بعد هذا؛ لكن المراهقين في العالم الأزرق غير معنيين بالحديث عن نفسيات هولاء بعد احتضان وطنهم لهم و تقديره لتضحياتهم، إنهم مشغولون بتشويه صورة من أنقذ الوطن و حفظ كرامته و وحد كلمته..

تتوالى رسائل الامتنان القادمة من أعماق الوطن صادحة بحقيقة يريد غوغاء الفيس و المتاجرون بقضايا الوطن حجبها، تتوالى من مواطن الكوارث الطبيعية، التي احتضنتها الدولة و انتشلتها من السيول و الفيضانات، و وفرت لها المساكن و المؤن.
 و من المزارعين الذين تكفلت الدولة بنقلهم و مساعدتهم و توفير البذور و الآلات الزراعية لهم.

 و من المرضى في الحالات المستعجلة بعد تحمل الدولة مصاريفهم.
 و من المروفوعين في سيارات الإسعاف المجانية، القادمة من أبعد النقاط الحدودية ..

إن رسائل الوفاء تلك تفضح المتحاملين و تخسف بهم و بديرهم الأرض، و ستظل فئات الشعب المهمشة و المتعففة عنوانا لوفاء رئيس الجمهورية و اهتمامه بالحلقة الأضعف من الشعب و ستظل أصواتهم غائبة، عن عالم المكر و الكيد الذي يدار بأياد تخدم أجنداتها الخاصة و لا ترقب إلا و لا ذمة في المهمشين و المحرومين.
نعم نحن المهمشون في غنى عن هذا العالم،، و لن نزاحمكم إياه، لكننا موجودون يوم مسح الطاولة بكل المثبطين و المندسين و المتاجرين بالوطن و قيمه و معاناة أبنائه.

 

اثنين, 15/08/2022 - 16:42