افطاراتهم

محمد الأمين ولد محمودي

افطار الحزب الحاكم حدث له دلالته الخاصة والصادقة،وزراء ورجال أعمال وسياسيون وعلية القوم يجتمعون ليأكلوا ويشربوا من اقوات الشعب ومقدراته..يضحكون،يجاملون بعضهم،يلتقطون الصور التذكارية،قبل ان يعودوا الى بيوتهم بعد ان تعلم كل واحد منهم كيف يزدرد قدوته في الحزب،وكيف يبتلع رجل الأعمال الجالس الى جانبه،او كيف يقضم المسؤول الحكومي،ثم كيف يتحول الفم الى رحى تهرس طعام الشعب دون ان يلاحظ أحد العملية او يكشفها.
سيكتسبون الخبرات من بعضهم وسيرسلون الولاءات لغزواني،هذا المسكين الذي لايعلم بأنهم سيخرجون ضده وسيلعنون تاريخهم معه وسيتحاملون على أقاربه وبلدته الطيبة وجهته..عجبي من رئيس يستخدم في تجربة حكمه أشخاصا عاشوا نفس التجربة مع سلفه ثم تنكروا لليوم الذي عرفوه فيه وانكروا صلتهم به.
هو حزب الدعم الأبدي للحاكم، وحزب التنكر الأبدي له بعد ذهابه.
افطرتم بخيراتنا كما عشتم عليها طيلة الأعوام والعقود الماضية.
في جزر القمر الفقيرة من يريد ان يكون وجيها فليس عليه الا اطعام الشعب بأسره فيما يعرف بالزواج الكبير.
اما هنا فعليه تحويل الشعب الى طعام لقلة من ساسته حتى يتحول الى سيد ووجيه وعضو في مخملية الفساد.
في الجمع اشخاص حملوا جميع الألقاب،الحزب الواحد،الهياكل،الحزب الجمهوري،ثم الحزب الوريث حزب الاتحاد،وفيهم من هم أقل فالأعمار تحدد لك ببساطة كم دعموا من أحزاب السلطة.
خمن تاريخ ميلاد أحدهم، وسجل عليه  الانتماء للأحزاب الحاكمة التي ظهرت بعد هذا التاريخ،ولست كاذبا بكل تأكيد.

أحد, 17/04/2022 - 01:44