ديمقراطية بغيضة ترقص تحت خيام بدوية !

سيد محمد ولد أخليل

يشهد بلدنا في هذه الأيام ديمقراطية غير مسبوقة الضجيج ، ووظائف جهوية مبتكرة يتسابق الناس إليها .. مئات المترشحين لمناصب ستستنزف ميزانية الدولة أولى بها رواتب الأساتذة والجنود والأطباء والمرضى والفقراء الذين هم أولى بالخير من هذه الحيتان !

ديمقراطية ترقص تحت خيام بدوية على أنغام الحملة الجديدة في ظل التجاهل التام لما تكتنفه من شرور لا أدل عليها من المقطع الذي انتشر لامرأة تحمست لمرشحها إلى درجة أن قالت : إن أمرنا هذا - المترشح - بترك الصلاة لتركناها !

وما تلك إلا بشارة من بشارات هذه الديمقراطية اللعينة ، ولمحة لما ستؤدي إليه في المستقبل إن تأصلت في هذا المجتمع المسكين ، وآية لمن يعتبر من الضالين الأفاكين .

قد تعذر المرأة بجهلها على ذلك القول ، لكن يجب عليها التوبة منه ، أما المترشح الذي قالت فيه ذلك فعليه اعتزال السياسة المشؤومة هربا بنفسه ودينه .

إخوتي ، إن الديمقراطية نظام إبليسي لا تخفى معالمه على من في قلبه ذرة من إيمان وذرتين من غنى نفس وقلة إرتزاق ! وقد تتسائل مستغربا لماذا يغرد هذا الغراب خارج السرب الديمقراطي المشؤوم ؟

الجواب : لأن الديمقراطية بلية ابتلي بها المسلمون في هذا الزمن الذي أصبح الواحد منهم فيه يتخرج من الجامعة وهو لا يعرف كيف يحسن الوضوء ! أما العلماء فيخشون ذكر مساوئها خوفا من أن يجرفهم التيار الديمقراطي بعيدا عن مصالحهم الآنية - كخوفهم من قبل من تيار البدع وخشيتهم للناس أكثر من الله !

في البداية لنفصل بين التقدم ، وسنختصره في أبرز سماته وهي الصناعة ، وبين الديمقراطية . الصناعة نظام لا يقترن بالضرورة بالديمقراطية ، وأكبر مثال على ذلك "الصين" التي أجزم بأنها ستكون الأولى صناعيا قريبا ، فقد نجحت في تجاوز أكثر الدول الغربية التي تزعم أنها ديمقراطية وهي دولة اشتراكية ، مما يعني أن البلد قد يرتقي ويتقدم صناعيا وهو على منهج غير الديمقراطية كالمنهج الإشتراكي أو الإسلامي مثلا ، لكن كيف يسمح أهل الديمقراطية والحيادية والحقوق في الغرب لدولة مسلمة بصنع سيارة أحرى بصاروخ بعيدا عن أعينهم المترصدة ؟ المشكل ليس في التصنيع بل في  الغرب الديمقراطي الذي يستعمرنا بديمقراطيته ورقابته ونهبه المستمر لنا !

ألا تقدر السعودية وعندها العصب الأساسي للصناعة - بل ولشؤون الحياة كلها - وهو المال الذي هو سبب تسيس أكثر هؤلاء المسوسين ، على جلب شكليات من المصانع ومعها المصنعين بمالها ، والتعلم منهم - كما فعلت الصين مع الغرب الذي كانت يستغل عمالتها الرخيصة  - لتتحول في مدة وجيزة إلى بلد صناعي كبير ؟ كذلك تستطيع كل الدول الإسلامية - ما عدى بلدنا - بعيد عن أعين الديمقراطية وأهلها المتربصين !

هل يتعارض رفض الديمقراطية وتطبيق الشريعة الإسلامية مع التحضر والتصنيع ؟ في الحقيقة ليست الديمقراطية شرطا في شيء بل بالعكس هي بلاء رأينا آثاره في أنقاض الدول المتخربة حولنا ، ونرى آثاره في سلوك مجتمعنا الذي تقوده حفنة من الساسة والحقوقيين المرتزقة الذين يحركهم الغرب وسيدته المحتلة لفلسطين . بل لن تتطور دولة إسلامية واحدة بعيدا عن الإسلام لأن ربكم أعلم بكم من ديمقراطية الغرب المستجلبة من أروقة الصهاينة والملحدين ، بل قد يتحول الإسلام إلى لعنة - وهو الواقع - إن تخليتم عنه كما حدث لليهود من قبلكم .

وقبل الدخول في الخيمة الديمقراطية المعاكسة والرقص فيها مع الأعراب الراقصين ، دعوني أواجه منطقكم الديمقراطي بسؤال أريد جوابه : هل يوجد سياسي ديمقراطي واحد صالح ثبت صلاحه وإصلاحه من التجربة الواقعية ؟

لا ، ولن يوجد لأن السياسة نفاق وتلاعب وجرائم بعد كل ذلك في حق الشعب وشعوب العالم كما هو حالها في الدول الغربية ، السياسي المخضرم مفعول به ، تفعل به مصلحته ما شائت ، ويفعل به الحزب المتحزب على الضلال ما شاء ، ويفعل به المجتمع الدولي الماسوني ما شاء ، فهو عبد لكل جنود إبليس ، وأولهم شيطان هواه ، يقودونه حيث شاءوا ، فهل يُنتظر من مثل هذا العبد المنافق إصلاحا ؟!

الكذب الأحمر شرط في السياسة ، يعرف ذلك كل من هب ودب من الناس ، والسياسي إذا لم يكن كذابا فليس بسياسي ! وكأنك يا مصدق هذه الغربان لم تسمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" ، أو الحديث الآخر : "آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، أو الآخر : "قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا ؟ فقال نعم ، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا ؟ فقال نعم ، فقيل له أيكون المؤمن كذابا ؟ فقال لا ". ألم تسمع بالآية الكريمة : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" ؟!

كل السياسيين كذبة ، وإذا كانت داعش وغيرها من أهل البدع مشؤومة على المسلمين فهؤلاء الساسة عبيد اليهود والنصارى أشأم عليهم منها ، والدليل على ذلك ما نرى !

إن الديمقراطية بلاء يزيل الدين وهيبة الدولة كما يزل الماء الكحل من العين ، وأقرب مثال على ذلك ما فعلته بأوروبا بعد الثورة الفرنسية الملعونة التي دسها اليهود في ثناياها ، تأمل في نتائج تلك الثورة هنالك وأولها الديمقراطية ، ألم يصبح الحكام صعاليك ملاعين بلا دين ولا كرامة ولا حتى وجوه ؟ انظر إلى بعض حكامنا اليوم أصبح كل من هب ودب يتجرأ عليه ، وبحماية من أولئك الشياطين الغربيين !

أما الدين فتأمل في ما فعلته بالكنيسة وتحويلها للغالبية العظمى من شعوب تلك البلدان الباردة إلى الإلحاد وعبادة الهوى ، وهو نفس ما تفعله اليوم بالمسلمين ، وإن كان تحول أوروبا عن دينها ساهم فيه غلظ كبد الكنيسة وكذبها فإن تحول المسلمين إلى هذه المبادئ الدخيلة تحول دبر بليل وتآمر بغيض من طرف الغرب وبعض الملاعين من العملاء والديمقراطيين برعاية من المؤسسات الماسونية وأولها "هيئة الأمم المتحدة" التي قد يحكم مبعوثها بلدنا في عام 2019 ببركة هذه الديمقراطية !

ويقولون إن العالم الثالث هو الذي يزور الإنتخابات ، ألا يدلنا وصول اليهود وعبيدهم وحدهم إلى الحكم في الغرب - رغم قلتهم في تلك الشعوب - على أن التزوير الحقيقي يوجد هنالك لا هنا (وهو في كل مكان) ، وعلى أن هذه الديمقراطية أكذوبة لا حقيقة لمبادئها البراقة ، نظام شيطاني يعبث بالبشر ويحقق مصالح الملاعين ، بل هو الأسوأ على مدى تاريخ الإنسانية بدليل أفعال أصحابه الماسون ، ولا مقارنة بينه وبين ما يسمونه الدكتاتورية لأن التجربة وحدها تثبت أن الدولة كانت أكثر أمنا وسلاما في العهد القديم ، لم يكن يتأذى من شر الحكام إلا منافسيهم الطامعين في كراسيهم (ما يسمونه معارضة ولا معارضة في الإسلام) ، وذلك شأنهم وإياهم لا دخل للشعب الآمن به ، أما اليوم فالتهديد أكبر ، أصبح كل من هب ودب من الحثالات وغيرهم سياسيا حقوقيا برلمانيا حزبيا وجيها جهويا نصرانيا ! انتشرت مبادئ السوء مبادئ الديمقراطية الغبية اللعينة التي أخرجت الشباب إلى الشارع ليحرق دوله ، وأعلت أصوات الفساق والملحدين والمسيئين والتافهين والحقوقيين ، ودافعت عنهم ولا زالت !

لقد تحول السياسيون الديمقراطيون في الغرب من غربان ناعقة في المهرجانات السياسية الحزبية تطمح إلى تحقيق فائض من المال تحقق به شهواتها ، إلى قتلة تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء في دول العالم خصوصا دول المسلمين ، بدؤوا كأصحابنا المترشحين هؤلاء بطموح كبير وثرثرة ورقص تحت الخيام وأمل في جاه ومال مشؤوم سبيله الوحيد النفاق والمداهنة والوعود الفارغة والإلحاد ثم التوقيع بعد ذلك كله على كل املاءات الشيطان وإن كانت القضاء على الإسلام !

يمكن لهذا الكائن السياسي أن يفعل كل شيء ، كما فعل ساسة أمريكا عندما أعطوا الأوامر بضرب مستشفيات سوريا بالقنابل الفوسفورية ! وكلهم ديمقراطيون متعلمون متنورون يتظاهرون بالرقي والتحضر والإنسانية ويدعون أمثالنا إلى الديمقراطية والجنة !

يوجد اليوم من رؤساء أمريكا السابقين من لا يستطيع النوم بسبب دماء الآلاف الذين قتل بأمره بإطلاق الصواريخ عليهم في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها ، وكل ذلك من بركات السياسة الديمقراطية المشؤومة عليه وعلى البشرية جمعاء ! ويوجد من السياسيين عندنا من قد يسهم مستقبلا في اشعال نار الفتنة في بلدنا لا قدر الله ، بل منهم من يكون في هذه اللحظات يعمل على ذلك ! وكلهم يركبون ظهر الديمقراطية تحقيقا لأهدافهم وأهدافها الخسيسة التي كان خير لهم منها الجلوس في سوق الخضار لبيع الطماطم حتى يلقون ربهم سالمين من دين الغرب الديمقراطي المفروض .

إن هذه الديمقراطية وساستها الغربيون الأحياء منهم والأموات ، أشد وحشية من داعش التي يصفونها بالإرهاب (وهي كذلك)، إنها صناعتهم ، هم من يبحث عن حملة فكرها لتجنيدهم وتسهيل غدراتهم ، وإذا كانت داعش إرهابية فماذا عنهم هم وديمقراطيتهم التي لا تنهى عن فحش أو قتل ؟!

كم قتل بوش وأوباما وترامب وبلير وميركل وساركوزي ممن دعوا الناس إلى دين الشيطان الديمقراطي ؟

هل توجد مقارنة بين ما قتلت داعش وما قتل ساسة الغرب الذين يفرضون على الناس ديمقراطيتهم بحجة أن الخير كله فيها ! قارن فقط بين عدد القتلى في العراق وحده وكل ما قتلت داعش منذ وجدت هي وأمها القاعدة وجدتها المنتوفة جماعة الإخوان ! (ضع هذه الجملة في خانة بحث اليوتيوب لترى شهادة بعضهم على ذلك WJbvnZDYl6c).

إن حملة الفكر الداعشي الخارجي موجودون في الأمة ، لكنهم قلة غير مؤثرة لأن من يعتنق هذا الفكر القاتل كمذهب يعد واحدا من بين كل مليون ، ويمكنني الجزم بأنهم لا يتجاوزون 5000 في كل الأمة لأن هذا الفكر الشاذ لا تتشربه قلوب المسلمين ، لكن الغرب اللعين يحفزه بتبغيض الأمة في حكامها كما يجري اليوم في أكبر دول الخليج ، يبحث عن حملة هذا القتل في الصحاري والقفار ، ويجندهم ويرعاهم بالمال والقنابل والإنترنت ليرتكبوا الجرائم الفظيعة التي تحقق له منفعتين عظيمتين هما :

* تشويه سمعة الإسلام في العالم ، خصوصا أوروبا وأمريكا لترفضه شعوبها ، لأنهم يعرفون أن الإسلام أقوي حجة من حججهم ، ويعجزون عن تحطيمه بأبسط طريق علمي صادق - إن كانوا أهل علم كما يزعمون - وهو مواجهته بالمناظرة ، وليسوا أهل علم ولا أهل أي شيء غير النهب والإجرام والضلال !

إذا كانوا يعتقدون أن الإسلام دين همجي مكذوب فلم لا يجرؤون على تنظيم مناظرة بلغتهم الإنجليزية بين عالم مسلم ومفكر أو قسيس على مذهبهم في قناة "فوكس نيوز" الماسونية أو "السي أن أن" مثلا ؟

بل لماذا لا تفعلها قناة الخنزيرة الإنجليزية - التي يفترض فيها أنها تابعة لإخوان مسلمين - بدل التركيز على تخريب دول المسلمين بالمظاهرات والسخرية من الحكام والدين !

تصور برومو مناظرة بين الإسلام من جهة والمسيحية والديمقراطية من جهة أخرى في أمريكا قبل أسبوع من إطلاق المناظرة ، ألن يترقبها الشعب الأمريكي كله ليرى هل الإسلام دين حق أم إرهاب ؟ نعم سيترقبها على أحر من الجمر وسيشاهدها كل من يستطيع وسيسلم أكثرهم أو يبدأ طريقه نحو الإسلام ! لهذا يلفون ويدورون ويكذبون بداعشهم وديمقراطيتهم ، ونحن نهلل لمبادئهم الخسيسة ونتبعهم نحو جحر الضب المشهور ، ونعجز عن نصرة ديننا ببثه في مناهجنا التعليمية والدفاع عنه أمامهم .

إنهم أعجز بكل أفكارهم وأديانهم عن مواجهة الإسلام لذا يلجؤون معه إلى الطرق الملتوية والكيل بمكيالين ، ويخافون على شعوبهم من المناظرات والحوار الصريح ، فهي محرمة على إعلامهم مثل تحريمهم عندنا - في العالم الإسلامي - لكل ما يعيد الناس إلى المحجة البيضاء واتباع السنة ، بل يمنعون المسلمين من تعليم شريعة ربهم لأبنائهم في مدارسهم ، وتطبيقها على رجالهم ونسائهم في حياتهم اليومية التي لا تعني الغرب في شيء لولا رعاية الشيطان لتلك الأوامر الجائرة المفروضة في الأمم المتحدة والسفارات ، والتي لا تسمح بغير نشر الفكر الديمقراطي والعلوم الغربية والشذوذ والإلحاد والنقد الغبي الجائر للإسلام !

صدقني، إنها خطوط حمراء وضعها هؤلاء الملاعين الذين يعتقد الجهلة أنهم أهل حضارة ورقي واحترام للآخر ليحولوا بين المسلمين وما ينفعهم خوفا من الإسلام الذي لا يسكت عن الباطل ، وحرصا على سلامة إسرائيل !

لماذا يحللون كل شيء ويتحدثون عن كل شيء ، ولا يذكرون الإسلام بكلمة واحدة ؟! لأنهم يعرفون أن الإسلام أقوى منهم ، فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي يفضل بعضنا عليه بصل الديمقراطية العفن !

فكر فيما يلي :

هل ضربت داعش إسرائيل يوما ؟

هل قتلت رئيسا غربيا واحدا ؟

هل حاربت شيعة أو بهائية ؟

هل خدمت الإسلام فعلا ؟

أبدا ، لم ولن تفعل ، لا هي ولا كل أهل البدع ، حرب داعش كلها على المسلمين من أهل السنة بالخصوص ، والغرب لا يريد لها الإنقراض لذا يهربها من المناطق التي تهزم فيها في حافلات مكيفة ليرسلها على قوم آخرين أو على كفار في لندن ليسيء إلى سمعة الإسلام !

يا أخي ، لقد كان جرحاها يتعالجون في تل أبيب !

أما أكذوبة تحطم برجي التجارة العالمية في نيوورك فقد بان لكل العقلاء أنها كانت عملية مخابراتية ساهمت فيها مخابرات أمريكا وإسرائيل مع حفنة من عملاء القاعدة إضافة إلى قناة الخنزيرة - التي لا تنقل غير أخبار آل سعود والسيسي أما أخبار الماسونية فلا ، انظر شهادة وزير خارجية فرنسا الأسبق على تآمرهم على سوريا بوضع رمز المقطع التالي oA7ArVChz0I في بحث اليوتيوب ، كذلك شهادة عميلة المخابرات الأمريكية سوزان لينداور على تدبيرهم لتفجيرات 11 سبتمبر 2001 بوضع الرمز التالي cBhCGDE_B4Q - من أجل تدمير بلد عربي كبير هو العراق ، وهو ما تم لهم بقدر من الله ، فقد نشرت الخنزيرة صورا مزيفة لدبابات أمريكية تجتاز جسر بغداد مما أدى إلى هروب أفراد الجيش العراقي ودخول أهل الديمقراطية إلى بغداد ليذبحوا المسلمين السنة حيث صرح جندي أمريكي بأنهم كانوا يتلقون هدايا ومكافآت عن كل مواطن عراقي بريء يغتالونه في الشارع ظلما وعدوانا (ضع رمز المقطع AFQmk3FXwgg في بحث اليوتيوب لتطلع بنفسك على شهادته) !

أمريكا دخلت العراق من أجل سفك الدماء والنهب وتمكين الشيعة واليهود لا من أجل الإصلاح والديمقراطية المزعومة التي يغتر ببهرجتها السياسيون !

ألم تسأل نفسك : كيف سلمت قناة الجزيرة التي كانت الناطق الرسمي باسم عدو أمريكا الأكبر بن لادن - كما زعموا - من القصف الأمريكي ؟! لو كانت الجزيرة حقا تنقل كلام عدو أمريكا الأول لما بقي مقرها على ظهر الخريطة ، بل لكانت القنابل الأمريكية حولته إلى قاع ينعق فيه الرأي والرأي الآخر المشؤوم ! لكنها المؤامرة المنسوجة خيوطها حتى اليوم في ظل هذا الجهل المتفاقم والغباء المتفشي في المسلمين الذين أضاعوا التوحيد فضاعوا !

هل تتوقع خيرا وإصلاحا من هؤلاء الساسة المرتزقين ؟

كل من في هذا البلد يعرف أن السياسي فاسد بالفطرة ، تمساح شهواني بغيض ، قراد متعلق بورك الحكومة والغرب يمص منهما ما استطاع ! فإذا كانت الديمقراطية مبنية على الفاسدين بشهادة الجميع ، فلمذا يتقبلها العقلاء ، هل ما بني على باطل يأتي بحق أو إصلاح ؟

العجيب أنك إذا رأيت سياسيا يتحدث في مهرجان خطابي أو برنامج تلفزيوني يخيل إليك أنه نبي مرسل لإغناء الفقراء ! وهو في حقيقة أمره : شيطان ، غالبا ما تقترن سياسته بأمواله إذا كان وحش أعمال أو جاهه إذا كان من وجهاء الشيطان ، يشتغل بها لضمان رواج بضاعته قبل بضاعة الشعب المسكين !

أما إذا كان معدما كهذه القطط المنتوفة التي نرى اليوم في الخيام ، حيث أصبح كل من هب ودب سياسيا حتى العاطلين عن العمل والصحفيين ! وبحجة إعطاء الفرصة للشباب اللعين الذي هو أسوأ من الأكلة الكهول !

إن السياسي كلاعب كرة القدم اللئيم ، مستعد للتماوت من أجل ربح المزيد من الوقت والأوقيات، وكذبه وغشه وغدره لا يخفى حتى على من يجهله ، وأساليبه الملتوية كثيرة يكفينا كمثال عليها تحالف القوميين مع اللا قوميين العنصريين من أجل تحقيق مصلحة الشيطان !

السياسي غير مستقل وإن تظاهر بذلك ، هو عبد لجشعه وشهوته وحزبه وللغرب اللعين ، ولا يوجد حاكم مسلم واحد ، عاقل أو غبي ، لا يعرف أن بلده ودينه مستهدف من طرف هؤلاء الغربيين الذين يحركهم اليهود مثل الدمى ، فهم العبيد حقا لا ما تردده غرباننا الحقوقية ، واين العبودية في بلدنا ؟ أخرجوا لنا 50 عبدا في ظرف عام - بل 20 فقط بل 5 - من بين أربعة ملايين مواطن وسنصدق زعمكم الكاذب .

الغريب أنه لا يوجد من يثق في السياسة ومع ذلك الكل متهافون عليها تهافت الفراش على النار لموافتها لجيوبهم أفقرهم الله . يقبلونها لأنهم بشر ضعاف ، يندر فيهم من هو رشيد يعمل من أجل دينه وآخرته .

يوافقونها لموافقتها لهواهم ، وأجزم بأن المؤمن بمبادئ الديمقراطية وماركس وأبوهما الشيطان ، ناقص إيمان وإن ظل في دائرة الإسلام ، ولعل الديمقراطية تكون أكبر أسباب فشله عندما يلتف الساق بالساق ، خصوصا من عرف حقيقتها !

إن كل من يملك وجها من تنكردة ولسانا من حديد وقليلا من المال يستطيع ممارسة السياسة والإرتزاق من ورائها وإن خرب البلد على من فيه ! ولم يكن يمارسها من قبل إلا الأغنياء والوجهاء أما اليوم فيمارسها التعساء والحقوقيون البؤساء وأهل الصحافة المصفحين بالكذب والنفاق ، وكل من حفرت الحياة الكئيبة في وجهه أخاديد التعاسة على كذب ونفاق ، خصوصا الشباب العاطل المنافق الباحث عن شيء يلتهمه !

وشر البلية ما يضحك ، تأمل في منطق هذه الضفادع السياسية الصغيرة في الخيام والبرامج الحوارية ، منها من لا يزال وجهه من عجين لم يتحول بعد إلى تلك الصخرة السياسية السوداء المغبرة ، ومنهم من تصنعه وكذبه وتمثيله لا يخفى من طريقة كلامه وحركاته وسكناته ، ويشتركون في شيء واحد هو أبوهم الإرتزاق وإن طنطنوا حول الوطن وتشعبوا حول الشعب وتقيئوا الوطنية !

إنهم وكل من قبلهم من أهل السياسة يعرفون أن الهدف منها ليس ما توحي به من إصلاح بل تحصيل الأرباح الحرام على حساب الشعب ، تماما كما يحصلها علماء السوء على حساب الدين !

والغريب أنهم جميعا يزعمون أنهم مصلحون ، والحقيقة أنهم مفسدون كذابون أفاقون ، يقدمون هوى النفس والمصالح الأنانية على كل شيء حتى دينهم ، وسوف ترون !

وأول علامات فسادهم تتبعهم لخطوات اليهود والنصارى نحو جحر الضب المشهور ، وقد نهاهم القرآن والحديث عن ذلك ، لكن أين هما في ظل هذه العولمة الكئيبة التي جعلت الجهلة بالدين أغلبية ؟ فكان من نتائج ذلك أن تسلط عليهم من هو على شاكلتهم من الغربيين الخبثاء إضافة إلى إعلام الشيطان الماسوني كقناة الخنزيرة وفرانس 24 وبي بي سي وغيرها مما أصبح يتدخل في سراويلهم الداخلية ليأتي على البقية الباقية من دينهم !

يكفي من مساوئ الديمقراطية أنها تأتي بكل من هب ودب وتلمعه لتحوله إلى مناضل شيطاني وإن حرق كتب المذهب أو تحول إلى شعلة حارقة ، ولولا ضعف الماسونية لحولت العالم كله إلى عراق آخر يحكمه أعداء الإنسانية والدين ، الشيعة هنالك والمشتعيلين العنصريين والحقوقيين إضافة إلى السياسيين المنافقين هنا !

وإذا تكاثر الديمقراطيون والملحدون و إخوتهم العلمانيون النجسون في البرلمان فقد يفعلون فيه ما فعلت غربان برلمان تونس من تصويت على ما يعارض القرآن ! وما هي إلا مسألة وقت ، صدقوني ، ويومها قد يمنعون الأذان والصلاة في المساجد بحجة عدم إزعاج السواح والملحدين والشواذ !

وإليك بعض تناقضات الديمقراطية :

1- تظاهر السياسيين في الإعلام والمهرجانات والخيام بأنهم مصلحون وهم أفسد الناس كما هو معروف : ألا يعد تناقضا ما نرى من تظاهر بالإصلاح وهم أكذب الكذبة والمنافقين ؟

ألا تنطبق عليهم خصال المنافقين الواردة في الحديث الشريف : "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، بل قد يشبهون منافقي المدينة بارتمائهم في أحضان أعداء الإسلام !

2- الشعب يحكم نفسه بنفسه: هذه الجملة غبية وغير ممكنة التطبيق على أرض الواقع وهي مثل جملة مساواة الراكب والمركوب (الرجل والمرأة) . ومثال فسادها برلمان تونس الذي عارض القرآن ، فهل كان الشعب التونسي هو من عارض القرآن أم شعب البرلمان الديمقراطي العلماني الكافر الذي صوت بشبه الإجماع على ذلك ؟

طبعا شعب البرلمان المشؤوم الذي لا يمثل الشعب التونسي من قريب أو بعيد !

إذن الشعب لن يحكم نفسه بنفسه إلا بعد أن تنجح الديمقراطية وأهلها في تغيير معالم المسلمين وتحويلهم إلى شواذ ملحدين ، وحتى في ظل ذلك لن يحكم نفسه بنفسه أبدا لأن الدنيا دار ابتلاء ، والبشر مقدر عليهم فيها الإختلاف والعناء ، والشعب في أمريكا نفسها لا يحكم نفسه بنفسه لأن ذلك الشعب الطيب ككل شعوب الدنيا لم ولن يوافق على تدمير بلد كالعراق وسوريا وأفغانستان أو على قتل إنسان واحد مهما كانت الأسباب ، لكن الديمقراطية الملعونة وذئابها تفعل ذلك .

3- حرية المرأة : هل المرأة مقيدة في البيت الإسلامي حتى يدعو هؤلاء الزناة إلى تحريرها ؟ إن المقيد هو المرأة الغربية التي لا تستطيع المشي في الشارع في وضح النهار أحرى بالليل .

نحن من عليه المطالبة بتحرير المرأة الغربية من تلك الذئاب التي جردتها من الدين والحياء حتى لم يعد الواحد هنالك قادر على بيع علبة بسكويت دون أن يضع عليها صورة امرأة عارية يجذب بصدرها الأطفال !

4- حقوق الأقليات: هذا المفهوم غبي وتافه ، ويهدف بالأساس إلى ضغط الدول الماسونية على حكام دول المسلمين لإبتزازهم وتحقيق مصالحهم الشيطانية من وراء ذلك ، وأي حقوق يتحدث عنها هؤلاء في الوقت الذي يدمرون فيه دولا بأكملها كسوريا ويشردون الشعوب ؟!

يا أخي قبل أن يخدعوك بحريات الأقليات المستعبدة الشبه معدومة في بلدك المسلم البسيط إسألهم أولا عن حقوق السوريين والعراقيين والليبيين و...

والأقليات بخير في دول المسلمين لا أدل على ذلك من تعايشها فيها مع غيرها ، انظر فقط إلى المغرب كمثال ، فيه يهود حتى اليوم ولا أحد يعترض طريقهم !

ثم إن الأقلية ليست كالأكثرية ولا حق لها في ما يحق للأكثرية كما لا حق للفقير فيما عند الغني مهما كانت طرق تحصيله ، الدنيا دار ابتلاء ، وقد يظهر للحقوقي والحاسد الديمقراطي أن الغني فلان يملك ألف قصر في تفرغ زين وألف حساب في بنوك سويسرا اليهودية ، فيحسده على جهنم من حيث لا يدري !

إن الديمقراطيين يركبون موجة المساواة وتقاسم الثروة والنهوض بالوطن من أجل تحقيق منافعهم الخاصة، وإظهار عنصرية العنصري منهم بحماية من الغربيين ، فيلعبون بالديمقراطية وهم يعرفون أن لعبهم بها كلعب الأطفال بالنار ، وكذلك يعرف ذلك الحكام المغلوبين على أمرهم !

وعندما يلتفت الغرب إلى هذا البلد المسلم لحرقه بالفتنة - لا قدر الله - ستكون وسيلتهم في ذلك داعشهم أو ديمقراطيتهم ، ولأن داعش ضعيفة فقد ركزوا على الديمقراطية وخربوا بها دولا لم يحرقها إلا المطالبة بتطبيق شريعة الديمقراطية البغيضة ! (شاهد السفير البريطاني السابق في أفغانستان يفضح ما فعلته أمريكا وبريطانيا بهذا البلد ، ضع الرمز التالي lo9eumO4Kco).

5- من الإصلاح في الديمقراطية نشر الشذوذ والفسوق وكل ما يتعارض مع الدين بحجة الحرية واحترام الآخر حتى وإن كان شيطانا له قرون ، فهي ليست وسيلة راقية لتبادل السلطة والحكم الرشيد كما يعتقد بعض الصالحين ، بل فكر دخيل مخرب لا يمكن للإسلام التعايش معه لأنه يجعل الحكم لغير الله ويأمر بالفحشاء والمنكر والفرقة ، فالبرلمان الملعون في كل الدول الديمقراطية تتحرك فيه قلة من النفعيين الشهوانيين والملحدين وأهل البدع مثل الإخوان والمتدينين المتدمقرطين ، وضعهم الهوى والحزب وسيده الغرب على تلك الكراسي ليحكموا بما يراه ، وكفى بها سلبية مثالها ظاهر في البلد الذي بدأ بالمظاهرات وانتهى برلمانه برفض آيات القرآن ، وهو تونس ، وسيكون هذا مصير كل الدول المسلمة التي جاهدت في سبيل الديمقراطية سواء بالمظاهرات أو بسياسة الكذب والنفاق التي نرى ، تونس هي الرائدة وهم على أثرها !

أتعرف أن أمريكا تفرض على دول العالم الثالث قبول الشذوذ كخطوة أساسية في سبيل تعزيز علاقاتها مع دول العالم المتحضر الشيطاني التي لا خير فيها ، أليست قلة معرفة تلك الدول خير من معرفتها ، لو كنا نقدر على طرد سفرائها وقطع العلاقات معها لكان خيرا لنا ، لكن لا نستطيع للأسف ، حكامنا اليوم في وضع يدعو للشفقة عليهم بدل لعنهم والتظاهر عليهم ، فمن جهة يبتزهم الغرب اللعين ، ومن جهة أخرى تنهش فيهم حثالات الديمقراطية والحقوق !

6- هل من الإصلاح ما نرى من تحزب وحزبية ؟ ألا يأمرنا الإسلام بأن لا نفترق ؟ أنظر إلى تفرق الديمقراطيين بين متكتل على السوء ومتحد على الباطل ، السياسي المنافق اليوم في التكتل وغدا في المتحد وبعد غد في "حزب الشواذ الأحرار" أو "حزب الفكر العلماني الكافر" أو "حزب الفجار" (وكلها أحزاب سيظهر ما يشبهها مستقبلا في ظل تفشي هذه اللعنة الديمقراطية) !

كل من يرتكب خطيئة تجاه الدين يكرم ويرتفع اسمه في سماء الديمقراطية وأهلها الأعداء ، وانظر إلى حارق الكتب وساب الرسول وحقوقيي الغفلة ، كلهم رؤوس حربة في ذلك الجيش الشيطاني الذي يتربص بالمسلمين .

وبعض هؤلاء فرض الغرب على الدولة ترشيحه للرئاسيات ، أصبح سياسيا وهو لا يحسن حتى طريقة مخاطبة الناس بل عليه مؤاخذات قانونية تطعن في ترشحه أصلا !

والبعض الآخر مفروض قبوله على الأحزاب التابعة للدولة ، يعمل على النخر فيها من الداخل بحجة الإنشقاق عن مخالفيها ، ويتحين الفرصة لضربها مثلهم !

أما القوميين المتاعيس فبعد ظهور بطلان مذهبهم وحلول فظمة فيهم ، لم يجدوا من يمثلهم غير أبغض الناس إليهم وهم العنصريون ! عجبا لهم ، كذلك الإخوان المتاعيس الذين يركبون موجة الديمقراطية من أجل تحقيق دولة الإسلام ، وهيهات ، لم يجدوا ما يحقق لهم الخلافة غير مذهب إبليس ! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصف أعظم المتلبسين بالدين بكثرة قراءة القرآن وطول السجود والمروق من الدين مع كل ذلك ، فلا تغتر بالمظاهر الخلابة كخطب المهرجانات الحزبية التعيسة !

والفرق بين داعش والإخوان هو أن الأخيرة هي الأم ، وداعش ابنتها المعتوهة ، فهي المرأة المنافقة ذات الأرداف الثقيلة التي تنتهج المكر والخديعة والغدر والسياسة الديمقراطية في سبيل تحقيق دولة الخلافة المزعومة التي يشكك البعض في كونها أصلا هدف لهم خصوصا بعد تخلي مرسي عنها عندما حكموا مصر ، أما الدواعش فأبنائها المعاتيه ، فهي المرأة الفاسدة البغي التي تعاشر كل أحد في السفارات الشيعية والغربية ، وهم الرجال الأشرار ، هي العياطة في البرلمان وهم الوحوش المتجهمة .

ومن الفروق بينهما أن الدواعش قلة يندر وجود من يحمل فكرها الدموي أما الإخوان فكثرة طاغية حتى أن كل سياسي ووسطي وشاب محب لدينه يميل إليهم لقوة دعايتهم لمذهبهم حيث استغلوا انعدام تعليم الدين في المدارس والجامعات ليجعلوا من ينضم إليهم هو المسلم المتمسك بالإسلام ، وكيف لا وهو ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين التي غيرها من جماعة الإخوان غير المسلمين ؟! إضافة إلى سيطرتهم التامة على الإعلام خصوصا الفضائيات الإسلامية الموجودة ، وكذلك على أكثر مواقع الإنترنت الإسلامية ، إضافة إلى كثرة منظماتهم وهول الأسماء التي يطلقون على شركاتهم مثل شركة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ، تأمل في ضخامة هذا الإسم وحصره لكل الإسلام في أصحابه الذين منهم شيعة اثنا عشرية يسبون أم المؤمنين عائشة ويتهمونها بالزنا ! أما رئيسه القرضاوي فيكفي أنه دعا بالرحمة والمغفرة لبابا الفاتكان الكافر ! (شاهد ذلك بنفسك بوضع هذا الكود في بحث اليوتيوب -IEFdR_tdsw) .

إن الديمقراطية بلاء أصيب به المسلمون بسبب بعدهم عن دينهم واتباعهم لسبل اليهود والنصارى وإيمانهم بحضارة الغرب التعيسة التي نرى آثارها القذرة على الدين والأخلاق والمجتمعات في دولهم قبل دولنا .

لقد تحول هذا البلاء إلى واقع لا يمكن الإنسلاخ منه إلا ببلاء أعظم ، فهل نسير نحو عالم الفتن وخروج الدجال ؟ هل يمهد دين الأنسنة الديمقراطي العالمي الجديد الذي لا إله فيه ولا أخلاق ولا رحمة لخروج الدجال ؟ على كل حال هذا ما عمل من أجله بوش ويعمل الآخرون اليوم جاهدون !

إن الإسلام يولي غريبا كما بدأ بعد أن نهشت البدع فيه ، وكملت الديمقراطية وعلمانيتها عليه ، حتى أصبح من الصعب العثور على مجلس يناقش أمور الدين أكثر من مناقشة أمور الديمقراطية ، والسبب جهل الناس به وعلمهم بها ، وكل ذلك بفعل فاعل !

يوجد من المثقفين اليوم من يكره كل ما له علاقة بعلوم الإسلام بحجة أنها مختلفة - والمختلف هو فهمه الأعوج - ، وداعشية بعد كل ذلك ، ثقافته مبنية على الحضارة الغربية التي درس من المهد إلى اللحد ، مما جعله يعتقد أن الخطأ في كل علماء المسلمين بل وفي الإسلام نفسه الذي لم يهتد إلى ما اهتدت إليه الديمقراطية من نظم وتحضر فيه وفيهم فظمة !

يعتقد أن الصواب في فهمه هو وديمقراطيته وأهلها ، يتوهم أن النصارى المتحضرين في نظره أولى بالإتباع من الصحابة المتخلفين ، وهذه هي بداية الإنسلاخ من الدين ، وهي أولى بركات التعليم الغربي المفروض على أبناء المسلمين في عقر دورهم ، على من فرضه عليهم من الله ما يستحق !

بل من المثقفين من يقارن بين العلم والدين ، فيعتقد أن العلم انتصر على الدين بدليل تطور الغرب وتخلف المسلمين ! وهذه هي نفس الشبهة الغبية التي تحولت بها أوروبا إلى ما نرى من ضياع استغله اليهود خير استغلال !

تعلم الدكاترة الفرنسية والإنجليزية ودين ماركس ومبادئ الرأسمالية ، ولم يتعلموا شيئا من دينهم الذي مواده أكثر سعة وتشعبا من مواد العلوم الغربية ، فاعتقدوا أن كل دعوة إلى الإسلام دعوة داعشية ، وكل دعوة إلى الديمقراطية دعوة ملائكية ! وتقبل الملتزمون منهم ذوو  النوايا الحسنة دعوة الإخوان الوسطية الخارجية الديمقراطية التي هي أسوأ من دعوة داعش ، يشتركان في الأصول كبغض الحاكم والجيش والدولة وتشويه سمعة الإسلام وموالاة أعدائه ، ويفترقان في صدق الدواعش في ظهورهم على حقيقتهم ونفاق الإخوان المداهنين ! وكلهم بعيدون عن حقيقة هذا الدين التي لا يعرفها إلا الموحدون الرافضون للبدع والخزعبلات والشرائع الدخيلة كهذه الديمقراطية .

سلمنا الله وإياكم من شر يقترب بسبب تخلي الأمة عن دينها الذي هو أهم دعائم سلامتها وعزتها لصالح دين ديمقراطي شيطاني لا يخفى على من في قبله مثقال ذرة من فهم أنه مناقض للإسلام وللأمن والسلام .

اثنين, 27/08/2018 - 10:32