قبل المباراة؛ لم يبخلوا في إطلاق عبارات التوعد بالجحيم على المنتخب الوطني!
رأينا -للأسف- بعض "المواطنين" ومنهم من يتقلد وظائف سيادية سامية، يعلنون ولاءهم (تشجيعهم) لمنتخب المغرب على حساب منتخبهم الوطني!
نعم المغاربة أشقاؤنا، لكنهم سيحتقرون كل من يعرب لهم عن تشجيع منتخبهم على حساب منتخب بلاده! وحق لهم أن يحتقروه!
كانت كل العناوين في مرحلة ما قبل المباراة تخويفية من نجوم المنتخب المغربي، ومن بأسهم، ولهم بالفعل بأس شديد!
بعضهم تحدث عن نتيجة فاضحة قادمة من النجوم، فقالوا كيف ستواجهون زياش والنصيري والعربي ومنير؟ كيف تواجهون منتخباً حتى حارس مرماه يسجل الأهداف (مع إشبيلية)، ومهاجمه سجل على دفاع أتلتيكو مدريد سيميوني قبل يومين في دوري أبطال أوروبا، وما أدراك ما دفاع سيميوني!؟
وعندما اقتربت المباراة كثيراً خرجوا بعناوين كهذه؛
المنتخب الموريتاني يجري تحضيراته "تحت خيمة" لمواجهة أسود الأطلس!!!
.. ثم جاءت المباراة، فخابت كل التوقعات، ولم يفلح المهاجمون الأشداء، ولا الحارس الهداف، في تسجيل أي هدف، بل لم يفلحوا في خلق أي فرصة سانحة للتسجيل، فطمس نور النجوم، وبطل سحرهم، ولم يظهر لهم أي ضياء، فقالوا إن الكرة هي التي لم تظهر وإن الأرض سيئة!
ومنذ متى تبدو الأرض جميلة في ليلة حالكة بدون نجوم منيرة؟! وبدون قمر؟!
كل ذلك لأن النتيجة لم تكن مرضية للذين توقعوا خسارة المرابطين بنتيجة كبيرة، فلم تلج الكرة شباكهم ولم تقترب منها!
***
في كرة القدم، لا يهم لون الكرة ولا أين تلعب، بل كيف تلعب وكيف تصل إلى الشباك، وما هي النتيجة؟! وخصومنا لم يصلوا.. والنتيجة كانت متعادلة وعادلة، وهذا كل ما في الأمر!
سئل مورينهو عام 2005 فقيل له: "مدرب برشلونة فرانك رايكارد يشتكي من سوء أرضية ملعبكم قبل المباراة، ويقول إنها غير ملائمة للعب كرة القدم، فكيف ترد؟!"
أجاب مورينهو: "وهل نحن هنا في لندن لنعد أرضية ملائمة ومريحة ليلعب عليها برشلونة؟"!
لعبت المباراة وفاز فريق مورينهو، وتجاوز للمرحلة الموالية من البطولة، وبقي أنصار البارسا -وأنا منهم- يسلون أنفسهم بمبررات سخيفة مثل سوء أرضية الملعب، لكنهم يومها كانوا متخلفين جداً عن آخر تحديثات المبررات التي انضافت إليها ميزات جديدة مثل؛ "لون الكرة.. كاميرات التصوير.. الرياح.. مخرج المباراة.. وربما يوم الجمعة"!!!
كل ذلك لا يغير من الأمر شيئاً!
المغرب الشقيق أمة عظيمة من أمم كرة القدم الكبرى؛ وفريقه مدجج بالنجوم اللامعين في سماء أوروبا؛ لكنهم لم يسجلوا أي هدف في نواكشوط، كما لم يسجلوا أي هدف في الرباط! وتلك هي الخلاصة!