طلبة يقيمون بغرض "المراجعة" في غرفة كانت مخصصة لسيارة أسرة تقيم غرب سفارةفلسطين(كراج) ،ذات ليلة لم يتمكن أي منهم من اقناع أهله بأن يعطوه المصروف،وهنا عقدوا اجتماعا طارئاوقرروا فيه أن يأكلوا مهما كلفهم الثمن، فليل الشتاء طويل،اقترح أحدهم خطة جهنمية ونفذوها.وهي خطة تليق بأبناء "الأسر المحترمة"، سرقة "محافظة وتراعي الأصول".
ألبسوا أحدهم ملحفة وبرزوا صدره قليلا ببعض الأقمشة،وأرسلوه الى الشارع مع صديق آخر،كان الملتحف طويل القامة ممشوق القد وكان مرافقه بدينا حد الترهل، وطلبوا منه اضافة جرعة من التكسر والتخنث، ثم خرجا في المهمة المستحيلة،وقفا أمام الباب الكبير للسفارة الفلسطينية أو ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية حينها.
مرت السيارة تلو الأخرى دون أن تتوقف،وفجأة اذا بسيارة كورولا بيضاء تحمل لوحة ترقيم حكومية "اس جي" يقودها حاكم مقاطعة معروف،طلب الحاكم من الملتحف الركوب والكشف عن الوجه فالنقاب غير محترم بحسبه، وفور ركوب الشاب ركب رفيقه في المقاعد الخلفية قائلا: السلام عليكم، أنا مخنثها وبيتي لن يستقبلكما الا بعد شراء بعض الأغراض،لم يعترض الرجل الذي ثبت عينيه على فخذي الملتحف،دخل الحاكم المحترم في بقالة كانت تسمى بقالة "تنادي" واشترى العشاء والغاز والشاي وعلبا من تفسكي ودخانا من نوع "لاكي استرايك" او الشاطئ الذهبي "كولد كوست" وأغراضا لا أذكرها،سلمها للمرأة واستدار ليركب فنزل الشابان وقالا : نحن رجلان أهلكنا الجوع فان شئت تفضل لتشرب شايا بلا خطيئة ونضحك عليك منك، ضغط الرجل على الدواسة وأوشك أن يصطدم بسيارة قادمة من جهة المستشفى.
قرروا بعد أسابيع اعادة العملية في "تن اسويلم" حين أحسوا مسغبة أخرى في وقت متأخر،لكن هذه المرة توقفت شاحنة،ركب الشابان وفور جلوسهما شغلا اسطوانة الغنج والدلال عندها قال الرجل:لن تأكلي من جيبي أنا قادم من بعيد وفلوسي ليست للنساء ولا المخنثين،لكن ان أردت ملاطفا فتفضلي، هما بالنزول وهما يضحكان بعد أن أخبراه خبرهما، أغلق عليهماالباب بالرتاج، وأمسك الملتحف وجرده من الملحفة والحذاء والساعة ورماه على الرصيف وواصل سيره حبوا في غيمة دخان باتجاه مدريد الذي لم يولد حينها، وعاد الشابان برجلي حنين حافيين..أكلنا مال الحاكم بثدي من قماش فأكلنا انسان بسيط بصبره وصموده أمام "الاغراء".
تذكرتها
أبطال القصة جميعهم معنا في الفيس وكنت سعيدة الحظ في الحالتين.











