الفياسبكة والحكومة،

محمد فال ولد بلال

غني عن القول إني منحاز إلى الفيسبوك وأحترم أهله ومُرتادِيه .. وإني فيسبوكيٌّ حتى النخاع.. أكتب وأنتقد وأقترح؛ ولكني مع ذلك لا أنصح الحكومة بتتبع
كل منشوراتنا والرد على كل أسئلتنا والسير على خطانا والسعي إلى إرضائنا في كل نزواتنا وشطحاتنا وأحلامنا.
أنتِ، أيتها الحكومة، لكِ حدود ترابية معلومة هي حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية. ولكِ حدود قانونية هي حدود الدستور والقوانين والمراسيم المعمول بها. ولكِ حدود في المال والاقتصاد هي حدود ميزانية الدولة ومواردها. ولكِ حدود في الطموحات والبرامج هي حدود الواقع والممكن والمتاح. ولكِ حدود سياسية وأخلاقية هي حدود التعهدات والألويات. ولكِ حدود خارحية هي حدود المعاهدات والاتفاقيات الدولية..
أمّا نحن، أهل الفيسبوك.. فلا حدود لنا إطلاقا! نحن ظاهرة كونِيّة، افتراضية، خيالية، لا نفكر في الزمان ولا في المكان، ولا نتقيَّد بالقانون ولا بالميزان، ولا يهمنا المتاح و لا الإمكان، ونترنَّح دَوما من شان إلى شان... وفي غالبيتنا عوام! والعاقل هو من يعطينا قدرنا بلا زيادة أو نقصان..و"المقلِّلُ فينا أصدقُ" كما قال الشيخ خليل في المختصر.
معناها عن ذاك كامل من الإصرار على إرضاء أهل الفيس والمحاججة معهم كلمتي - كلمتك... ألاّ حد يتكايس فيه..أهل الفيس لا يتعاملون مع القضايا بمنطق الدولة. إنهم في الحد الأقصى "ترموميتر" تقاس به درجة الحرارة أو سمَّاعة يُجَسُّ بها 
نبض الشارع.. و الطبيب الماهر يهتم فعلا بمقياس الحرارة والنبض، ولكنه لا يتكفي بهما لتشخيص الداء وتحديد الدواء؛ بل يحتاج إلى فحوص أخرى وتحاليل أكثر دِقَّة في قاعات الأشعة والمختبرات، إلخ.. وغالبا ما ينظر إلى سنّ المريض و وزنه.. 
وبناء على ذلك، قلت في البداية إنني أنصح الحكومة بالتعامل معنا، نحن الفياسبكة، بما يقتضيه جس نبض الشارع وتحديد درجة حرارته.. وكفى! نحن ملحٌ .. قليله يسرُّ وكثيره يضرُّ.
ههه ورجاءً واسُو امعايَ بشَّور..

خميس, 14/05/2020 - 15:38