الكلام الفارغ،،،

محمد فال ولد بلال

‎قال عبيد ربه العلامة محمد آبّ الشنقيطي ناظما الآجرومية:
‎"إن الكلام عندنا فلتستمع @ لفظٌ مركّبٌ مفيدٌ قد وُضع"
‎يعني أنّ الكلام لا يكون كلاما إلاّ إذا توفّرت فيه 4 شروط أو أركان؛ و هي:
‎1_ لفظٌ،،، 2_ مركّبٌ،،، 3_ مفيدٌ،،، 4_ قد وُضِع...لا بُد من تجميع هذه الشروط كاملة ليكون الكلام كلاما،،، ومتى تخلف واحد منها لا يجوز إطلاق تسمية كلام.
‎- اللفظُ : معناه المقصود اصطلاحًا هنا هو الصوتُ المنقطع من اللسان والمشتمل على بعض الحروف الهجائية.
‎- مركّبٌ : يعني من كلمتين أو أكثر بتركيب إسنادي بحيث تُسند كلمة إلى أخرى.. لا بد أن يكون التركيب إسناديا.
‎- مفيدٌ : أي يحمل للمستمع فائدة يحصل السكوت عليها.
‎- قد وُضع : الوضعُ هنا يعني القصد، بمعنى أنه قيل بقصد الإفادة.
‎وعلى هذا الأساس، فإنه يخرج عن تسميّة "الكلام":
‎ - كل صوت لا يشتمل على حروف الهجاء، مثل شخير النائم، وصوت المتثاوب، وصوت العاطس، والصراخ، إلخ... إنها أصوات ولكنها ليست كلاما!
‎- ويخرج عن "الكلام" ما ليس بصوت حتى ولو كانت له دلالة، مثل لغة الإشارة، وإشارات المرور، وحديث النفس، ولسان الحال، إلخ... إنها تدل على شيء ولكنها ليست كلاما!
‎- والكلِم المتناثر وغير المتناسق.. يعني الألفاظ أو الكلمات التي لا يُسند بعضها بعضًا، مثل "الهذيان" والهلوسة، إلخ... إنها ليست كلاما!
‎- والألفاظ المهملة التي لا تأتي بفائدة يحصل السكوت عليها لا تُعد كلاما!
‎خلاصة القول: إن الكلام لا يكون كلامًا و الخطاب لا يكون خطابًا إلاّ إذا كان لفظا، مركّبا، مفيدًا، قد وُضع.. الألفاظ لا تكفي وحدها.. والتركيب لا يكفي وحده.. والفائدة لا تكفي وحدها.. فلا بُدّ من توفُّر هذه الأركان الأربعة معًا ليكون الكلام كلامًا والخطاب خطابا من وجهة نظر النحويّين.. وما عدا ذلك فهو كلام فارغ.. واخلاص!

ثلاثاء, 11/02/2020 - 08:07