رحلة الألفين (2000) أوقية،،،

محمد فال ولد بلال

يقول "ونستون تشرشل" في مذَكّراته بأنّ الحكومة البريطانيّة برئاسته مَنَعَتْ استعمال السيّارات الخاصّة للتنقل داخل المدن خلال الحرب العالميّة الثانيّة، و ذلك للحدّ من استهلاك البَنْزين. و في يوم من الأيّام كان هو على موْعِد مع "الحَديقَة الكُبْرَى" لإلقاء خطاب مُهِم للشعب البريطاني. فَخَرَجَ من مَنْزِلِه وأوْقَفَ سيارة أجرة، وعندما أندَلَفَ داخلها تذكّر أنّه نسى خطابه في البيت. فسأل السائق: "لُطفًا، هل من الممكن انتظاري حتى آخُذَ شيئا من البيت، وأعودُ إليك ؟" فأجابهُ السائق: لا، لا، آسف سيدي ! هناك خطاب للسيد تشرشل أودُّ الاستماع إليه! فقال لهُ تشرشل: "من فضلك، دقيقة واحدة، و أكن معك !"قال لهُ السائق: "عفوا سيدي ، يهُمني الاستماع لرئيس الوزراء". و همّ بتحريك السيارة ...فأخرج تشرشل ورقة 50 جنيه[£]، و عندما رأى السائق كرم العطاء، قال لهُ: نعم، نعم سيدي...سوف أنتظرُك، ما لي ولتشرشيل؛ فليذهب بعيدا!
قال لي أحد الظرفاء زارني اليوم أنه بعد ساعات طويلة من الانتظار أوقف سيارة أجرة "تكسي- تُ - دٓروا" يوم أمس، وبها 3 ركاب... طلب من السائق نقله إلى مقاطعة تيارت. فاستشار السائق الركاب في الأمر، لكنهم رفضوا بحجة أن مسيرة فخامة الرئيس ضد الكراهية انطلقت وأن لا وقت لديهم.. ناشدهم صاحبنا وألحَّ في الطلب؛ لكنهم رفضوا! قالوا لا لا، لا وقت لدينا،، فدخل السيارة وبيده 2000 أوقية ،، مدّها للسائق وقال: خذ هذا عني وعن الجماعة؛ فالتفت إليه أحدهم مستبشرا، وقال: أح! اركب، أركب! وقال آخر: وموريتانِ كَاع ما فيها الكراهية! وأضاف الثالث: وتيارت گاع امَّلِّ اگرٓيًّٓبْ تبارك الله! ههه
- أرشيف الصفحة -
10 يناير 2019

أحد, 05/01/2020 - 09:35