وفي رسالته لزعيم أولاد علوش هنون ولد بيده يحذر الشيخ سيد محمد الخليفة الكنتي محاربي أولاد علوش من التحرش بجيرانهم من الفلان المسلمين: "وإياكم ومحاربة الفلان فإنهم تلامذتنا وحزبنا يقاتلون أعداء الله في الله، ويسالمون من بان بدين الله واتبع سنة رسوله، فإياكم وإياهم فلكم في الكفار من بمباره وأشياعهم غنى عنهم، ومنجى لغزوهم."
وفي مقابل ردع المجموعات البيظانية عن الاعتداء على مجموعة الفلان، نجدهم يمنعون زعماء الفلان الذين صارت لهم دولة قوية في ماسينا شرق مالي من الاعتداء على تجار وقوافل البيظان، فبعد التمرد الذي قاده الرماة والطوارق سنة (1250هـ) ضد سلطة دولة ماسينا، قامت السلطات الفلانية ـ بعد نجاحها في إخماد التمرد ـ بمصادرة أموال خصومها في تنبكتو، وشملت الإجراءات العقابية أيضا وضع غرامات ثقيلة على التجار الموريتانيين المتهمين بدعم التمرد على السلطة الشرعية، وأمام هذا التطور تدخل الشيخ سيد المختار الكنتي الصغير لدى أمير ماسينا الشيخ أحمدو بن لوبو شافعا في التجار الموريتانيين ومذكرا بحق الجار:"وأشفع لك سيدي في هؤلاء البيضان أن يوضع عنهم ما اقتطع عليهم من هذه الستة الآلاف تخفيفا عنهم وعطفا على ضعف قلوبهم، وصفحا عن زلاتهم وعيوبهم، وتنفيسا لدهشتهم وكربتهم، وتأنيسا لوحشتهم وغربتهم... وهؤلاء البيضان الغرباء النزع من كل ناحية وموضع ضيفانك وجيرانك المستظلون بظل سلطانك المتطفلون على موائد عدلك وإحسانك ومثلك من أكرم الضيف ولو أكثر الحيف وأجار الجار ولو جار.