صحيفة فرنسية تكتب عن المعارضة الموريتانية (ترجمة)

بعد نتائجهما المخيبة للآمال في الانتخابات الرئاسية  تحاول اثنتان من القوى السياسية الرئيسية تواصل واتحاد قوى التقدم التغلب على انقساماتهما.
لقد كان عجز المعارضة عن التوحد كارثيا. وحده بيرام الداه اعبيد المدعوم من حركته المناهضة للرق وحزب الصواب القومي يمكن أن يكونوا سعداء بالنتيجة التي حقّقوها بحصولهم على 18.58 بالمائة من الأصوات والمركز الثاني في الاقتراع خلف مرشح الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم محمد ولد الغزواني الذي تم انتخابه في الجولة الأولى بنسبة 52.01 بالمائة. 
من ناحية أخرى فإن اثنين من القوى السياسية الرئيسية في البلاد تعاني من وضعية صعبة. فقد أيد حزب "تواصل" الإسلامي أكبر حزب معارض المرشح المستقل سيدي محمد ولد بوبكر الذي احتل المرتبة الثالثة (17.87 بالمائة) فيما حصل مرشح اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود ، على 2.44 بالمائة من الأصوات على الرغم من تأييد أحمد ولد داداه زعيم تكتل القوى الديمقراطية له. بعد هذه النتائج المخيبة للآمال للغاية يتطلع الفريقان للتغلب على انقساماتهما.
تخريب داخلي
اهتز اتحاد قوى التقدم على وقع أزمة حادة، فقد طردت لجنته الدائمة أحد أعضائها وأوقفت عضوين آخرين لمدة ثلاثة أشهر بسبب الانتقادات الموجهة ضد الحزب. وعلى الرغم من العقاب الذي تعرضت له لا تتزحزح كادياتا ماليك ديالو النائبة البرلمانية ونائبة رئيس الحزب عن موقفها قائلة: لقد توقعت أن ترشيح زعيم الحزب كان بمثابة "انتحار جماعي".
وقالت "بدلاً من لعب ورقة وحدة المعارضة اختار قادة الحزب تقديم ولد مولود" الذي لم تكن لديه أية فرصة لأننا انفصلنا عن قاعدتنا في عام 2013 من خلال مقاطعة الانتخابات البرلمانية والبلدية. كنا ندير إحدى عشرة بلدية ولم تعد لدينا واحدة. كان لدينا تسعة أعضاء في البرلمان وليس لدينا الآن سوى ثلاثة. وبسبب الإحباط انضم بعض أطر الحزب إلى أحزاب أخرى، لذلك أتهم قيادة الحزب بالتفريط في مكتسباته وإنكار الواقع."
وجهة نظر يعارضها محمد ولد مولود الذي يتهم "المتمردين" بالرغبة في الانفصال. "لا يقصدون تصحيح الأخطاء وإلا فقد كان عليهم انتظار مؤتمرنا في أواخر ديسمبر، كما يقول. إنها أزمة لكنها ليست أزمة أفكار فهذه الأقلية ليس لها مشروع سياسي فهم يدعمون أطروحات السلطة حول شفافية الانتخابات الرئاسية ولم يعودوا يحترمون نظام الحزب ولا يشاركون في الاجتماعات. "إن عليهم التوقف عن تخريب الحزب من الداخل أو مغادرته".
وعند سؤاله لماذا لم يدعم بيرام أو ولد بوبكر، يقول ولد مولود: "كان من الضروري أن يتم تمثيل المعارضة الأصلية في الرئاسة وقد أجبرني المحيطون بي حتى أرشح نفسي". ويضيف: كانت "نتيجتي في تناقض تام مع الجماهير الضخمة التي اجتذبتها اجتماعات حملتنا، لقد فعلت السلطة كل شيء لاستئصال المعارضة الأصلية وسعت لإنشاء معارضة جديدة أكثر هدوءا وأسهل شيطنة"، على حد تعبيره. 
تواصل يتلمس طريقه
في تواصل فقد كانت التوترات أكثر. حتى قبل الانتخابات الرئاسية أعلن عدد من أطر الحزب دعمهم لمرشح الأغلبية الرئاسية ورفضهم التصويت لولد بوبكر المدعوم من حزبهم. ومن الواضح أن الناخبين "الإسلاميين" لم يتبعوا خيار الحزب. ويمكن تفسير ذلك بشكل خاص من خلال حقيقة أن ولد الغزواني ينتمي إلى قبيلة إيديبوسات وبعض أفرادها قريب من تواصل.
من أجل عدم إبراز هذه الانقسامات الخطيرة تجنب مجلس شورى الحزب الحديث عن نتائج يونيو لكن خطهم السياسي ما زال غير واضح. بالنسبة لتواصل فإنه يسعى لتأكيد مكانته كأكبر حزب معارض في البرلمان عندما يزعم بيرام الداه اعبيد صاحب المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية أنه زعيم المعارضة. كان على "تواصل" أن يؤكد معارضته من حيث المبدأ للرئيس الجديد مع الأخذ بعين الاعتبار تغيير النبرة والأخلاق التي ترضي الكثير من أعضائها.

ترجمة الصحراء

لمطالعة الأصل اضغط هنا

أربعاء, 30/10/2019 - 16:48