يتيمان وابنٌ بكر .. "الصحراء" في بيوت ضحايا سيول سيليبابي (صور وفيديو)

فاطمة بنت محمود متحدثة عن ابنها الراحل – (المصدر: الصحراء)

لقي ثلاثة أطفال مصرعهم في مدينة سيليبابي، عاصمة ولاية كيدي ماغه، جراء السيول التي اجتاحت المدينة صباح الإثنين، وخلفت خسائر مادية معتبرة في الأمتعة والمواشي.

وعثرت فرق الإنقاذ الأهلية على اثنين من الضحايا عصر أمس، فيما عثرت على الثالث صباح اليوم بعد ليلة من الترقب والانتظار.

 

محمود.. الابن البكر المطيع لوالدته

بقلب مليئ بالحسرة والألم، تتحدث فاطمة بنت محمود عن ابنها الذي ماتزال حادثة وفاته رفقة اثنين من أقرانه حديث المدينة كلها.

تقول بنت محمود، في حديث مع  مندوب "الصحراء" إلى مدينة سيليبابي، إن الحسين كان سندا وعونا، فهو جالب الماء من بعيد، وهو الطباخ الماهر، وهو المطيع الذي لا يرد طلبا.

وتغالب بنت محمود دموع الحزن، وهي تستذكر ذكرياتها القريبة جدا مع ابنها الحسين ولد إسلكو، ذي 14 ربيعا، الذي غادر المنزل صباح الإثنين للمرة الأخيرة، وجاء خبر نعيه عصر ذات اليوم.

وتضيف والدة الحسين، أنها ظنته رفقة والده في السوق، إلا أن اتصالا من الأخير للاطمئنان على أبنائه بعد شيوع أنباء عن ضحايا حصد السيل أرواحهم، أثارت شكوكا كثيرة ومثيرة، سرعان ما وضعت عملية البحث القصيرة حدا لها، فقد كان محمود مسجى رفقة صديق له في مستشفى المدينة.

 

الصوفي واسغير.. يتيمان تعجلا طريق الآباء

لم تكن زايدة بنت عبدالله تظن أن الزمان سيضن عليها بالصوفي، لكن ذلك ما حصل بالفعل، فسيول سيليبابي لم تغير ملامح المدينة فقط، ذات السحن واللغات المتنوعة والعديدة، ولكنها أيضا غيرت حال أسرة فقدت والدها ومعيلها قبل سنوات.

كانت زايدة تعول على ابنها الراحل الصوفي ولد الشيباني كثيرا، وتقول عنه، في حديث إلى "الصحراء"، إنه كان رفيقا مخلصا ولديه إحساس كبير بالمسؤولية.

وتخلص بنت عبدالله إلى القول إن الصوفي كان يتعامل مع تعليماتها وأوامرها باعتبارها حدا فاصلا بين فعل الشيء وعدم فعله.

وبقدر غير قليل من الصبر والتصبر تصرح بنت عبدالله بأنها لن تستطيب بعد وفاة ابنها شرب الشاي، ولا جلسات الصباح الرقيقة، فقد غادر الصوفي ضحى ليجلب ما يعين على نوائب الدهر، وعاد نبأ حزينا، تاركا وراءه حزنا باذخا وفراقا لا يطاق.

 

وعلى نحو مماثل تعيش أسرة "أهل مشينو"، التي فقدت ابنها اسغير، ذي 15 ربيعا، فبعد يوم وليلة من الانتظار وفقد الأمل، عثر على جثمانه وقد لفظته السيول على أطراف المدينة.

تقول اخديجة بنت آييه، وهي والدة الفقيد، إنها عاشت ليلة لا توصف من الأمل والحزن والدعاء، "فهي ليلة لا يعلم بها إلا الله".

وتضيف بنت آييه، في حديث إلى "الصحراء"، أنها كانت تنوي صباح أمس التوجه إلى السوق، لكن ابنها الراحل أصر على الذهاب عوضا عنها، وبعد أن أزال بعض المياه التي تجمعت في محيط البيت، توجه إلى رحلته الأخيرة.

وهكذا سار سريعا على طريق والده، تاركا خلفه أخوات لا يرقأ لهن دمع، و والدة ترى الصبر والاحتساب سلوانا وبديلا.

 

يمكنكم متابعة التصريحات في الفيديو على الصحراء_Plus

زايدة بنت عبدالله في حديثها عن ابنها الراحل – (المصدر: الصحراء)
اخديجة بنت آييه تتحدث عن ابنها الراحل – (المصدر: الصحراء)
ثلاثاء, 27/08/2019 - 15:57