المسلم في بيداء التيه!

الحسن مولاي أعلي

يعيش المسلم، اليوم، ضيفا غريبا على واقع مادي غليظ كريه، لا دور له ولا رأي في أي من مفرداته ومقوماته، ولا علاقة لشيء فيه بتقاليد آبائه ومألوفاته؛ واقع يحركه سعار الشهوات، والرغبات، وليس إشباع الضرورات والحاجات، وتؤطره تيارات الإلحاد والفجور والأهواء، وليس الأفكار والرؤى والفلسفات!!

 ترى... ما تغني عن هذا الغريب بين الغرباء، مكتبة العقائد التراثية الضخمة، بطولها وعرضها، بنظمها ونثرها، وبكل ما سطر فيها الأولون من خصومات المتكلمين، وجدل المناطقة، ومناظرات الملل والنحل، ومقالات الفرق والطوائف؟

لا شيء من ذلك يستطيع أن يسكب في قلب ضيف أضناه التيه والظمأ، جرعة إيمان مفعمة بالمعاني الربانية الهادية، هو بأمس الحاجة إليها، في وضع كهذا؛ وحده الوحي المنزل المحفوظ بحفظ الله، طريق أولي الألباب، في كل زمان وكل مكان، إلى معرفة الله تعالى وخشيته، والأنس به في بيداء الوحشة، والرجاء فيه، والإنابة إليه والطاعة لأمره وحكمه، مع الحب والرضا والتوكل.

نقلا عن الصفحة الكاتب

أربعاء, 13/03/2019 - 20:16