زوم الصحراء (37): انتخابات مايو.. وخارطة سياسية جديدة تتشكل

أسبوع  مر على اقتراع الثالث عشر من مايو 2023 البلدي والجهوي والنيابي، لم تعلن النتائج الرسمية بعد  لكن "النتائج السياسية" باتت ملامحها العامة جلية وقد حملت مفاجئات كنا في حلقات سابقة من الزوم توقعنا بعضها:

 

✔️ مستوى أكبر من التعددية داخل الأغلبية والمعارضة على حد سواء.
✔️ خروج أحزاب عريقة من المشهد السياسي البرلماني بشكل كلي.
✔️ تعاظم تأثير القوى المغاضبة المشهد السياسي بقطبيه الموالي والمعارض.

 

في زوم هذا الأسبوع نفتح أفق التحليل على النتائج السياسية لانتخابات مايو؛ كيف ستضع بصماتها على ما قبل فيما بعد، وكيف يتوقع ويحتمل أن يتعاطي معها الفاعلون الصاعدون والمتراجعون..؟

 

 

ما قبل

نظمت انتخابات الثالث عشر من مايو في مشهد أبرز مايميزه:

☑️ أنه أول اختبار لأوزان القوى السياسية بعد أربع سنوات من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
☑️ أنه أول تجربة للجنة الانتخابات الجديدة التي تمثل فيها كل الأحزاب السياسية الوطنية.
☑️ أنه يتم على بعد سنة واحدة من انتخابات رئاسية لم تتضح بعد ملامح المتسابقين فيها.
☑️ أنه يتم في ظل مناخ عام طبعته التهدئة بعد عقود من التوتر في العلاقة بين الأطراف السياسية الحاكمة والمعارضة.

 

وجاء الاقتراع 

في مناخ تلك أبرز مميزاته نظمت الانتخابات التي شاركت فيها كل الأحزاب المعترف بها ( 25 حزبا) وقد عرفت على خلاف أغلب الانتخابات في تاريخ البلد :
✅ حالة من الهدوء العام في حملاتها الانتخابية باستثناء حالات محدودة كانت العاصمة الاقتصادية عنوانها الأبرز.
✅ شدة وحدة التنافس بين المجموعات المحلية التي تدثر أغلبها بأغطية حزبية شفافة لم تخف حقيقة التخندقات القبلية في أغلب الدوائر بما فيها كبريات المدن.
✅ صعوبة التكهن بنتائجها حتى آخر لحظة وذلك بفعل اختلاف الفاعلين الأساسيين فيها عن الفاعلين المعهودين في أغلب الاستحقاقات الانتخابية السابقة.

 

 

وفي النهاية 

وحين حصل ما في الصناديق أسفر حتى الآن عن نتائج من أهم ملامحها:
☑️ خروج المعارضة لأول مرة من قيادة المجالس البلدية في العاصمة نواكشوط منذ مطلع الألفية الحالية.
☑️ تحقيق الحزب الحاكم أفضل نتيجة في تاريخ الأحزاب الحاكمة على مستوى اللوائح الوطنية.
☑️ صعود قوى سياسية جديدة في طرفي المشهد من أبرزها:
1- الجبهة الجمهورية للوحدة ، وهي تجمع سياسي يضم عددا من البرلمانيين السابقين أغلبهم كان ضمن أحزاب وحركات معارضة.
2- أحزاب الإصلاح ونداء الوطن وحاتم، وهي أحزاب موالية حظيت باحتضان العدد الأكبر من المغاضبين داخل النظام الحريصين على البقاء في أكنافه.
☑️ وخروج أخرى من الخدمة.

وفي مقابل القوى التي صعدت خرجت أحزاب تقليدية عريقة من الخدمة تصدرتها :
1- أحزاب التكتل وقوى التقدم والتحالف الشعبي التقدمي في الصف المعارض.
2- والحزب الجمهوري والحراك الشبابي في الصف الموالي.

☑️ تراجع الإسلام السياسي

وكان تراجع  نتائج حزب تواصل الذي ينظر إليه المراقبون باعتباره واجهة الإسلام السياسي من أبرز مخرجات الثالث عشر من مايو؛ حيث فقد الإسلاميون مواقعهم الرمزية في: عرفات وتوجونين والطينطان؛ كما تقلص تمثيلهم في البرلمان بشكل لافت.

 

بيرام دون التوقع

وإن كان تحالف الصواب -إيرا حقق نتائج أفضل من نتائجه السابقة؛ لكنها جاءت دون توقعات أغلب المراقبين وخصوصا في معاقله التقليدية نواكشوط وانواذيبو ومناطق الضفة..

 

 

وماذا بعد..؟
وفي انتظار أن تعلن النتائج النهائية للشوط الأول وتفصح صناديق الاقتراع عن نتائج الشوط الثاني ، يتحدد في ملامح " الزوم":

✅ سنة سياسية ساخنة لن تكون على الراجح متسقة مع المناخ الذي ساد خلال السنوات السابقة.

✅ حالة موالاة غير متجانسة ( قد يصل الأمر حد المشاكسة في حال أخفق حزب الإنصاف في ضمان تحقيق الأغلبية المطلقة منفردا من خلال نتائج الشوط الثاني).

✅ ومشهد معارض يحاول بصعوبة أن يستعيد سيرة ليس من الواضح أنه ما زال يمتلك قدرات استعادتها (سيزيد من صعوبة محاولاته بعد الشقة؛ وعمق الجراح بين مكوناته).

وسنتابع سويا كيف سيدير الفاعلون الأساسيون دفة المشهد السياسي في قابل أسابيع تقول توقعات الأرصاد إن صيفها لن يطول، فهل يكون صيفها السياسي كذلك..؟

اثنين, 22/05/2023 - 10:45