أسگاسْ أمگاسْ 2971 Asseggas Ameggas

Baba AgMaouloud

بهذه العبارة يتبادل بعض الأمازيغ التهنئة بين الحادي عشر  والثالث عشر من يناير بمناسبة العام الأمازيغي الجديد. ثم يأتي يوم حل اصرر فتفك الجدات الموريتانيات حزمهن ورزمهن، ويوزعن على الأطفال الهدايا.
ولا تبدو هذه العبارة مفهومة للناطقين بكلام زناگـة في موريتانيا. فقد تميزت هذه اللهجة تاريخيا بمسار تطوري خاص ومختلف جذريا عن بقية اللهجات الأمازيغية أملته العزلة الجغرافية، والتلاقح مع الوولفية والسونونكية والبولارية. وقد ساهمت بحوث مثل تلك التي قام بها  كل من تين الشيخ ومارتن كوسمان المتخصص في اللسانيات التاريخية في رسم معالم هذا التطور وإبراز نقاط الالتقاء ومسارات الاختلاف.
فكلمة السنة آسگاسْ في اللهجات الأمازيغية الشمالية هي "أشبَّـشْ عندنا، وقد لحقت بها بعض السمات الصوتية المركزية  في كلام زناگـة، من طغيان مطرد للشين مقابل/ بديلا عن السين، كما في كلمة اثنين شننْ، وخمسة شَـمّشْ، واليد أفُـؤْشْ، وتجمع على أفسنْ. وتنطق على التوالي في السوسية مثلا: سنن، سمس، أفُـسْ. لكن السمة الصوتية الأبرز في هذه الكلمة هو هذا التقابل بين الباء المشددة الصنهاجية مع الجيم المعقودة المشددة، وكلتاهما منقلبة في الأصل عن واو خفيفة في صيغة مختلفة من الكلمة، أو في أصلها المشترك الذي تطورت عنه، بحسب دراسي هذه اللغات.
ويظهر هذا التقابل في أمثلة عديدة من قبيل أحمر جُبَّ، التي تنطق في السوسية والقبائلية أزگَّـغ. أما كلمة أمگاسْ، فهي تمرزگـنت في الصنهاجية، وتبدو مختلفة. وقد تكون صيغتها الموازية اندرست من الصنهاجية واستعيض عنها بهذه المفردة.
ولعل التشباشْ الذي ابتلى الله به لِـمغَـنيينْ مجترح من كلمة السنة، أشَبَّـشْ.. لعله ذلك الحنين الذي يتولد في صدورهم بعد عام من مفارقة الديار وساكنيها.
كل عام وأنتم بخير.. أشبش تمرزگـنت

اثنين, 11/01/2021 - 17:40