الحرب خسارة مسبقة

عبد الصمد ولد امبارك

إندلاع فتيل الحرب على الحدود الشمالية مقلق و لا يبعث على الإرتياح ، نظرا لحجم المخاطر المترتبة عليه ، وفق عدة معايير و مقاييس ذاتية و موضوعية ، ذلك ان منطق الحكمة و الحنكة في تهدئة الأوضاع يجب أن يسود مع  تغليب روح العقل في إيجاد الحلول المواتية للنزاع القائم .

المنطقة تحتاج الأمن و الإستقرار و التنمية بدل لغة السلاح و العنف و الدمار الذي أصبح سلعة منتهية الصلاحية في القاموس السياسي المعاصر .من يراهن على الحرب بمنطق الربح و الخسارة ،  خاطئ و عليه مراجعة حساباته ، بالمقابل من يراهن على القوة و حشد الدعم لفرض الأمر الواقع خارج سياق الشرعية الدولية ، خاطئ و عليه مراجعة حساباته .

هنالك مخاطر محدقة بمنطقة شمال إفريقيا ، في مقدمتها الهجرة السرية و الجريمة المنظمة العابرة للحدود و تجارة المخدرات و الإرهاب و التطرف ، وهي أمور لا تحتمل المزيد من  صب الزيت على النار ، ضمن  سياق إقليمي و دولي بات على صفيح ساخن و ما نجم عنه من هزات عنيفة أدت إلي إنهيار دول و سقوط أنظمة و تشريد المدنيين و لا تزال شعوب هذه الدول تعاني ويلات الحرب و الدمار.

الخاسر الأكبر في هذا النزاع هو منظمة الأمم المتحدة ، نتيجة تقاعس دورها من خلال عجز بعثة المينورسو في تنظيم إستفتاء في الصحراء الغربية، فلم تنجز مهمتها منذ سنة 1991 ، تاريخ وقف إطلاق النار بين الأطراف ، وفقا لمخطط التسوية الذي  لم يراوح مكانه ، مما يعقد الحل اليوم كلما طال أمد النزاع .

لن تكون الحرب بين الأطراف مجرد نزهة و لا حرب محدودة ، بل سيطال ظلها للكثير من دول المنطقة ، مما يفرض على مجلس الأمن الدولي الإضطلاع بمهمته و بكل جدية ، من خلال إتخاذ إجراءات ملموسة و عاجلة لتفعيل قرارات الأمم المتحدة ، مع الوعي التام و المطلق بخطورة الوضع القائم .

 

أربعاء, 18/11/2020 - 14:20