مراجعة لأصول العقيدة   فى خضم موجات التجاذبات

محمد الاغاثة ولد مختور

 وسيل المقاربات وهجمات النفير التى تجاوزت حماية العير حتى اقترب من ثنيات الوداع وهاهى الأحزاب تكاد تطبق علي سلع وفارع _ لا قدر الله _ يحق لنا أن ننشد مع أبى حامد قوله : 

 

تركت هوى ليلى وسعدى بمنزل & وعدت إلى تصحيح أول منزل 

 

ونادت بي الاشواق مهلا فهذه & 

منازل من تهوى رويدك فانزل 

 

تصحيح أول منزل يقتضى أن نذكر بأبجديات ديننا وأسسه التى ينبنى عليها حتى لا يحصل التباس أو اتحاد تتماهى فيه المتضادات فقلوب أهل الزمان أو أغلبهم صارت تقبل كل صورة فلا تدرى كعبة طائفها من دير راهبها .

 

ديننا هو الاسلام الذى أرسل الله به خير خلقه محمدا صلى الله عليه وسلم مصدقا لمن تقدمه من الرسل عليهم السلام مبنى على توحيد الله تعالى وأنه هوالذى خلق فسوى وقدر فهدى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا يعزب عن علمه مثقال ذرة فى الارض ولا فى السماء خالق كل شىء يحيى ويميت كل شىء هالك الاوجهه غنى عما سواه وكل شيء مفتقر إليه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد

والله تعالى برحمته بعباده

أرسل الرسل واختارهم فأوحى إليهم دينه وجعلهم واسطة بينه وبين عباده فى التبليغ وختمهم بأفضلهم محمدبن عبد الله فلا نبي بعده ولا وحي ولا يقبل الله بعد بعثته أحدا إلا عن طريقه 

والقرآن حجة الله القائمة لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بيانه السنة المطهرة وهى وحي من الله يجب العمل بما صح منها 

 

وأنه يجب الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره 

 

وأن الجنة لا يدخلها الا المومنون وهي حرام على من مات يهوديا أو نصرانيا أو مشركا كالملحد والمجوسى وأنه لا معصوم إلا الانبياء ولا يقطع لأحد بالجنة إلا من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه كأهل بدر وأن المسلمين الذين ماتوا على التوحيد ترجى لهم رحمة الله ولا يخلدون فى النار 

 

وأركان الاسلام خمسة هى الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام وحج البيت من استطاع إليه سبيلا 

وأن أفضل هذه الامة بعد نبيها الخلفاء الاربعة حسب ترتيبهم ثم الصحابة رضي الله عنهم حسب سابقتهم وجهادهم وأنه تجب موالاتهم ومحبتهم وظن الخير بهم والامساك عما شجر بينهم 

وأن المسلمين إخوة فى الدين تجب موالاتهم ومحبتهم ونصيحتهم ونصرهم إذا ظلموا وأنهم يتفاوتون فى قوة الإيمان ولا يكفر أحد بمعصية ما لم ينكر معلوما من الدين ضرورة 

 

وأنه تجب طاعة ولاة الأمور المسلمين فى المعروف ويجب نصحهم وإعانتهم على إقامة الحق ولا يجوز غشهم أو تزيين الظلم والباطل لهم وأن الله تعالى حرم الركون إلى الظالمين فمن لم يستطع تغيير المنكر أو تقليله فليسعه بيته 

 

وأن المسلمين لا يحكمون إلا بكتاب ربهم وسنة نبيهم وأن أهل الاجتهاد يجتهدون فى ما لم ينص عليه مما طرأ وفق مقاصد الشرع ومقتضيات المصلحة 

 

وأنه يحرم القول فى دين الله بغير علم قال صلى الله عليه وسلم:(من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )

 

والابتداع فى الدين منكر عظيم وهو فى التعبديات ( فمن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) والمبتدع يذاد غدا عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم 

 

وأن من أعظم ما يتقرب به ولاة الأمور أن يقيموا العدل ويأخذوا بالنصف لأهله وأن يحفظوا على الناس دينهم وأخلاقهم ويوزعوا ثروتهم بينهم بالإنصاف 

 

وأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة مع الإمام برا كان أو فاجرا وما ترك قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ذلوا 

وأن المعاداة لليهود والنصارى والمنافقين من أعظم الواجبات وآكدها ( لا تجد قوما يومنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم ...) 

 

وأن السعى للتمكين لدين الله تعالى ونشره بين الناس واجب على كل مسلم حسب استطاعته ( فمن مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات ميتة جاهلية ) 

 

وأن الكفار الذين لم يعتدوا علينا ولم يظلمونا يجوز لنا أن نعاملهم والبر بهم بخلاف من ظلمونا وأخرجونا من ديارنا كاليهود فى بيت المقدس فهؤلاء لا تجوز محاورتهم ولا معاملتهم ويجب على المسلمين العمل على إخراجهم من بلاد المسلمين بشتى الوسائل يستوى فى ذلك فردهم وجماعتهم 

وأنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزانى والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة 

والنظام من أخلاق المسلمين التى أمرنا بها شرعنا فلا بد للناس من إمام بر أو فاجر وهو الذى إليه إقامة الحدود والاحكام الجمهورية العامة والله سائله يوم القيامة عن ذلك ولا يجوز الخروج عليه إلا بالكفر البواح 

وليس من الخروج نصحه وبيان خطئه بالضوابط المتعارف عليها 

وأن الله تعالى حرم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وأن من شارك فى دم امرئ مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه ( ءايس من رحمة الله ) ومن ذلك تجويعه وفرض الحصار عليه كما هو حاصل للمسلمين فى غزة وغيرها 

وأن حكم الناس لا تعلق له إلا بالظواهر فمن وضع نفسه فى مواضع التهم فلا يلومن إلا نفسه 

وأن قيام أمر المسلمين وصلاح حالهم بتحكيم شرع الله تعالى فى كل أمورهم ومن ذلك إشاعة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وإقامة حدود الله تعالى التى شرع لنا فى كتابه 

 

وأنه يجب توقير العلماء والصالحين وءال النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وموالاتهم وأن ولاية الله تعالى ثابتة لكل مومن وهى تتفاوت حسب استقامة المسلم على دينه ( لا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذي يبصر به وسمعه الذى يسمع به ...) الحديث 

والمسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم لا يتفاضلون إلا بتقوى الله تعالى . ومن ولى على جماعة من المسلمين غير كاف وفيهم من هو أولى فقد غشهم ومن غشنا فليس منا 

 

وأن الله تعالى سيسأل كل راع عما استرعاه وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى 

وأن رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الاسلام 

وأن الله قال :( ومن يبتغ غير الاسلم دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخسرين ) 

 

وهو ينافى غيره من الأديان الوضعية أو المحرفة كاليهودية والنصرانية والمجوسية .

 

يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعملكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .

 

هذه درس أردت مراجعتها 

قال الله تعالى ( تعالى وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) 

 

أربعاء, 16/02/2022 - 17:41