الرئيس غزواني للمرابطون: أثق في تضحياتكم وتفانيكم

محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم

مع أننا  نثمن ما بذل  من جهود قانونية واقتصادية واجتماعية وسياسية ؛في سبيل مواجهة الرق ومتعلقاته منذ الاستقلال وحتى اليوم،  فإننا نرى أن تلك الجهود كانت متواضعة لذلك يحق لنا أن نطرح السؤآل التالي :
أو ليس من المخجل أننا ما زلنا ننا قش ملف الرق بعد ستين سنة من الاستقلال ؟ 
في تتبعنا للمسار التاريخي لظاهرة الرق  وجدنا صرخة  شعرية واضحة ضد  الرق وهي قصيدة مشهورة لأحد زعماء حركة النهضة  البارزين هو المرحوم السفير محمد الحنشي  ولد محمد صالح  مما يعني اهتماما خاصا بملف الرق من طرف هذه الحركة السياسية التي لم تعمر كثيرا تقول مقدمة القصيدة : 

أين مني آذانكم والعقولُ ** “آدمي تعبيده معقولُ؟!
مشكلٌ في بلادكم وخليقٌ ** أن تسنّى للمشكلات حلولُ
سيما مشكل يجرّ الدواهي ** قد أباه الدستور والمعقولُ
وحقوق الإنسان ليست لترضى ** بنظام الرقيق وهْو فضولو
والرسول الكريم خط طريقا بينكم إذ نـهاكمُ أن تصولوا
 في عهد المرحوم المختار ولد داداه نجد التعميم الذي أصدره وزير الداخلية محمد الأمين ولد حامني ستة1966 ضد الرق  لكنه لم يؤثر لأنه كان تعميما سريا ولم يشفع بإجراءآت تطبيقية ، وعلى العموم لم يدخل ملف الرق داىرة الاهتمام الرسمي في هذه الفترة  
ويعلل البعض ذلك بأن الدولة شغلها -- يومئذ-- هاجس الاعتراف بوجودها أولا ثم تأسيس كيانها الذي انطلق من لا شيئ؛
أما في  عهد معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع  
فكان  الحديث في موضوع  الرق محظورا وكان هناك مثقفون وسياسيون وقادة رأي  يبررون هذا التوجه السيئ الذي هو من صريح الظلم الممنوع شرعا وقانونا
 لقد أدى تراخي أنظمتنا وبعض نخبنا في  مقارعة الظاهرة إلى  فقر مدقع وتخلف  ثقافي  وتهميش اقتصادي  لشريحة واسعة من أبناء وطننا   مما أدى إلى شرخ قوي في بنية وحدتنا الوطنية ،كما شكل عبئا حقوقيا على موريتانيا حيث صنفت لدى الكثير من الشركاء  الاقتصاديين دولة استعبادية، ثم  إن  جهل نصوص الشريعة ومقاصدها؛ وغياب الوطنية وتبلد العقليات؛  وسوء التقدير؛ وجهل حركة التاريخ ؛  وغيرها من الصفات السيئة التي   يتحلى بها الكثير  ممن نعول عليهم من مثقفينا و مخططي سياستنا  عوامل ساهمت هي الأخرى ترسخ الظاهرة  وقدرتها على المقاومة  وبما أنني أعد بحثا لم يكتمل بعد عن موقف الحركات  السياسية  من الرق  فسأترك الحديث عن المسار التاريخي للظاهرة لحلقة خاصة ستكون خاتمة لهذه الحلقات   
يبدو أن الدولة الموريتانية الآن  تتجه نحو المزيد من الانفتاح والتعاون ؛ مع جميع الفرقاء السياسيين  وهو توجه  نشجعه ؛و نرجو أن يصبح  نهجا سياسيا معتمدا 
 كما نرجو أن يكون القضاء على الرق والفقر  والانقسامات الاجتماعية من أولويات  هذه المرحلة السياسية 
 لقد جرب الموريتانيون  حكومات وشعبا ثقافة     العصبيات القبلية ، المَقِيتَةِ؛والتخندق الجهوي البغيض  والتقاطع والتدابر ؛ و كل أشكال التعامل السيئي من بعضهم للبعض؛ انطلاقا من  درجات تراتبية  تخالف صريح الشرع ؛ومنطوق القانون؛ وبين المصلحة .
رتب ودرجات تقسم المواطنين إلى درجات عليا ودرجات سفلى ؛جرب الموريتانيون كل ذلك  فما حصدت منه الدولة  إلا الفشل السياسي والاقتصادي ؛وما حصد منه الشعب إلا التفكك و التشرذم  الاجتماعي ؛فهل يتعظ الموريتانيون دولة ونخبة ، وهل نفهم  جميعا بأن الولاء  للدولة هو شرط النجاح ؛وأنه لن  يتحقق إلا  بثورة  يقودها العقل داخل دهاليز  التفكير ؛ثورة تحكم بالإعدام على كل الولاءآت القبلية والجهوية والعرقية ، لتتهيأ البيئة الصالحة لاستنبات دولة المواطنة
يتواصل

 

أربعاء, 12/01/2022 - 09:17