يَٰٓأَيُّهَا "الرئيس" مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ

موسى لبات

باسم صغار شريحة تستحق عليك أن لا نورثها عقدنا، بحق براءتهم التي يتخبطون في سنينها أن لا نقتل العز والإحساس بالفخر في عيونهم.
صدقني سيادة الرئيس لا أريدُ أن أكفر بسرديات أجدادنا، حين كانوا يستحضرون -ونحن صغار- كيف أقاموا أساسيات حياة كاملة في زمن ندرة قاحلة كانوا المصنع الوحيد لكل ما تحتاجونه في السلم والحرب.. وحتى حين أن يقرر العشيرُ تنصيب زعيماً لا يكتمل المشهد دون تقديم إحدى نسائنا ل"إلويش" ناعم الملمس فخم التصميم .. ساعتها فقط يعلن بحكم الواقع ميلاد تلك الزعامة. 
 سيدي الرئيس إن الدولة مفهوم معاصر مناف للبداوة .. ومثلما فرضت علينا قيم الجمهورية أن نتعلم مبادئ التربية المدنية التي هي روح هذه الدولة المنشودة فإنه من البديهي أن نغرس في نفوس النشء أن تقدير "الصانع" جزءٌ من تقدير الإنسان الذي كرمه الله تعالى. 

سيدي الرئيس أنا من جيل تجازو عقد الماضوية السحيقة، فلم أطالب بتمثيل في الحكومة أو كوتا في البرلمان أو نسبة في المجلس الأعلى للقضاء...  لأنني مؤمن أن أبناء هذه الشريحة قادرين على إثبات ذواتهم بهاراتهم الذهنية دون الحاجة إلى محاصصة تفرغ نضالهم التاريخي من قضيته العادلة و تعيق مبدأ تكافئ الفرص الثابت في كل دساتير العالم. 

سيدي الرئيس لا نطالب بأكثر من تطبيق روح القوانين الموريتانية التي تعاقب على المساس بكرامة أي مكون من مكونات مجتمعنا لضمان تماسك أمة تناوشها سهام التفرقة من كل حدب وصوب.  

 

سبت, 20/11/2021 - 21:47