تآكل الحاجز الرملي للمحيط: مشكلة قديمة لمدينة حديثة

شاطئ نواكشوط - (المصدر: الصحراء)

تواجه مدينة نواكشوط خطر غمرها بمياه المحيط الأطلسي نتيجة تآكل الحاجز الرملي الذي يحميها من مد البحر والتغيرات المناخية.

التغيرات المناخية، من جديد، على طاولة التداول بين قادة العالم في كلاسكو بمناسبة قمة المناخ الــ26 والتي يشارك فيها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. مشاركة كانت موضوع لقاء بين السفير البريطاني بنواكشوط ووزيرة البيئة والتنمية المستدامة في موريتانيا، حسبما نقلته صفحة السفارة بنواكشوط على الفيسبوك.

معاناة موريتانيا مع التغيرات المناخية متعددة الجوانب، وليس أقلها ما تواجهه مدينة نواكشوط من مخاطر غمرها بمياه البحر. فمعظم أحياء مدينة تقع على نفس ارتفاع مياه البحر بل إن بعضها يوجد في موقع أدنى من البحر. وهي مدينة مليونية تستوعب ثلث سكّان موريتانيا، حسب أطلس نواكشوط. بل تتحدث دراسات عن أنّ الشاطئ الموريتاني سيأوي 70 بالمائة من سكّان البلاد في أفق 2030. (المجلة الموريتانية للدراسات البيئية والبحوث الجغرافية بجامعة نواكشوط) 

شيدت المدينة في موقع شبه سهلي بمحاذاة كثيب رملي يشكل الحماية الوحيدة للمدينة من خطر الفيضانات المحتملة. "وقد بلغ عرضه عند تأسيس المدينة 150 مترا" لكنّه "تعرّض لعملية استنزاف كبيرة جعلت المدينة أمام مخاطر جمّة"، كما يقول الدكتور محمد عال التقي مدير الدراسات بمركز الصحراء للدراسات والاستشارات.

 

 

وقد أصبحت هذه المخاطر أكبر بفعل التغيرات المناخية العالمية التي ستؤدى إلى ارتفاع مستوى البحر بما بين 6.12 و26.09 سم وفقا لدراسة أعدتها، سنة 2012، وزارة البيئة الموريتانية حول السيناريوهات المناخية في أفق 2050 و2100.

واقع دفع الحكومة الموريتانية للتحرك من خلال إعداد مخطط توجيهي لاستصلاح الساحل أُعد سنة 2005 وتم تجديده سنة 2017. وهو المخطط الذي يتدخل من خلاله مشروع "واكا" الممول من البنك الدولي والذي ظهر في سنة 2017.  ويعمل على سد الفجوات بين نواكشوط والبحر وتثبيت الكثبان الرملية. كما أن للمشروع فرقة من الحرس تراقب الشاطئ يشرح أحد أفرادها سيدي محمد طبيعة عملها.

 

غير أنّ هذه الجهود لا تكفي فالتغيرات المناخية يمكن أن تدفع مياه البحر نحو الشاطئ ويجرف معه الشريط الرملي، فالحل الجذري هو في بناء كاسر للأمواج على سواحل نواكشوط حسب الأستاذ المختار ولد الحسن مسؤول وحدة الدراسات البيئية والجغرافية بجامعة نواكشوط.

 

قضية تستحق أن تكون أولوية قصوى بالنسبة للحكومة والمجتمع. فالشاطئ يؤوي أكثر من نصف السكان (بنواكشوط ونواذيبو وبلدات أخرى). وهؤلاء السكان هم الأكثر هشاشة وتعرضا لخطر التغيرات المناخية بشكل مباشر. 

شاطئ نواكشوط - (المصدر: الصحراء)
شاطئ نواكشوط - (المصدر: الصحراء)
سبت, 30/10/2021 - 14:59