ديون موريتانيا!

خالد الفاظل

أعرف ملعبا بُني وتهدم دون أن يُلعب فيه كثيرا لأن مقاوله بلطه بالحجارة الصغيرة(كردود لحمر) وتركه للرمال وربما كان تمويله قرضا..
أعرف رجال أعمال أصبحوا كذلك، من خلال ابتلاع مشاريع للدولة ربما كانت قروضا..
أعرف مشاريع يكون تمويلها ضخما وعندما تنظر للمنجز تجزم أن 10% من التمويل هي التي صرفت فيه، وربما كان تمويلها قرضا.. 
طرق شيدت ثم تجعدت بسرعة وربما كان تمويلها قروضا..
أموال ضخمة اقترضت ثم ذهبت هباء منثورا..
قصص الفساد جل أفراد الشعب الموريتاني يسمعون تفاصيلها بشكل يومي في حياتهم..
ومعظم المفسدين ما زالوا في المجتمع يتسلقون سلالم المجد والوظائف وينظرون ويوجهون ويتبرعون..
شعرت بغصة عميقة وأنا أرى موريتانيا تستعطف الشركاء من أجل شطب ديونها المتراكمة. فمن المؤلم أن تقرض بلادك ما تنوء بحمله قوافل قريش من دفاتر الديون، وعندما تنظر إلى الواقع من حولك لا ترى سوى النقص يتمدد في كل شيء؛ من الماء والكهرباء والخدمات الصحية والبنية التحتية..الخ
سيقول البعض أن النظام الحالي لم يكن شريكا في القروض السابقة، جميل، لكن متى سيبدأ حقا في محاربة الفساد وبناء خارطة طريقة لا مكان فيها للمفسدين. مع أن النظام هندسيا لم يتغير فيه سوى أن الرئيس السابق أصبح محتجزا بمنزله في لكصر وجسم النظام ما زال بنفس التصميم الهندسي.
وأنني أجزم حقا أنه لو أوقفت هذه الحكومة الفساد الآن الآن وليس غدا؛ لسددت جميع ديونها وبدأت تنمية جادة وحقيقية واستطاعت أن تخلق فائضا يمكنها من إعطاء القروض للدول الأخرى. ولن تحتاج للبكاء واستعطاف الشركاء في كل مناسبة دولية(بهدلونا في المحافل الدولية بتنعات الفصل دائما).
الحقيقة العارية أن الوقت يمضي، ودولة لم تساعد نفسها لن يساعدها أحد. وشعب لم يساعد نفسه سيبقى كما هو، لا يجد من التنمية سوى تدوير الخيبات وتراكم الديون..
الصورة المرفقة: من كورنيش العاصمة نواكشوط ولا علاقة لها بالنص..

ثلاثاء, 18/05/2021 - 15:22