قال ابن تيميه رحمه الله :
" الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيـا، وبستان العارفين ". صدق ابن تيمية رحمه الله ورفع درجته
ومصدر الرضا هو العلم برحمة الله تعالى ، وحكمته وبره وإحسانه ولطفه في عطائه ومنعه وقبضه وبسطه ، وأن غيره هو من يمنع عن عجز أو بخل ، أو يعطي عن جهل و عبث ،
وكثيرا ما يُعمي الإنسان ما يُحبه عما يُصلحه ، وكثيرا ما تغلب عجلته حكمته ، فيطلب الشيء قبل أن يكون قادرا على الانتفاع به ، وغير مهيئ للنجاة من أضراره ، وكثيرا ما يستعجل الشيء ناقصا ، ولولا العجلة لناله كاملا ،
والله وحده العالم بذلك كله ، تأمل قول الله تعالى ؛
{{ إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا }}
{{ ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير }}
فهو تعالى خبير بعباده بصير بما يصلحهم ، ولذلك كان منعه عين العطاء ، كما يقول ابن عطاء الله ، رحمه الله ورفع درجته
إن أغلب الناس في مطالب الدنيا ، أشبه ما يكونون بالصبيان ، الذين يريدون أن يأكلوا كلما يشتهون ، ويشترون كلما يحبون ، لا يميزون بين ضار ونافع أوصالح وفاسد ، والأب _ ولله المثل الأعلى _ يمنع ابنه أحيانا كثيرة من غير عجز ولا بخل ،
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .