كلام عن الحب!

خالد الفاظل

من علامات جودة المودة وديمومتها:
- الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة لدرجة الإزعاج(الدحسة)
- كثرة ظهور المشاكل مع سرعة حلها وتحويلها لحالة من الرضا والابتهاج..
- أن تتحدثا عن الأكل والصحة أكثر من حديثكما عن الوفاء والإخلاص..
- أن لا تظهر كلمات من قبيل "وني بيك" و "عمري" إلا بعد أسابيع عديدة من التعارف في وضح النهار..
- وجود تقارب فكري وجغرافي بين الطرفين، وحبذا لو كانت هناك أهداف ما مشتركة في الحياة. فعدم وجود شيئ ما في أقاصي المستقبل يجعل الأمر أكثر عرضة للملل والانطفاء..
- أن لا يكون التعارف ولد من رحم الملل والفراغ فقط أو تحت تأثير "فلتر" سواء كان صورا أو إغراءات مثالية مذابة في جمال البدايات(زين دبار).
- أن تنقاشا الأمور المادية بوضوح، وأن تتقاسما فاتورة المطعم إذا التقيتما قبل الزواج..
- عدم وجود الكذب الذي يزيف الحقائق، فكذبة واحدة تفسد كل شيء وتزهق روح الثقة..
- التواضع، إذا كان الطرف الآخر متكبرا أو تأخذه بعض "كومبلكس" من إحدى جوانب حياتك، فلا تكمل. لابد من التقبل والاحترام..
- إذا أصيب أحدكما بالحمى يصاب الآخر بأعراضها..
- وجود أشياء أخرى ستتبادلناها غير "الوسائد"، تمدكما بالسعادة والتواصل العميق خارج نطاق الخمس دقائق..
- عدم التشابه المفرط، فيزيائيا الشحنات من نفس النوع تتنافر، التكامل أفضل من التطابق..
- وجود الشغف وهو شيء "ما يفرص"، يشبه في قوته الزلازل والأعاصير ويجعلك تبتسم دون سبب، ولابد منه حتى يصبح للميثاق الغليظ معنى. أحيانا يستمر الزواج من دون أي شغف، لكنه لا ينجح ويصبح مصلحة يفرضها العقل والأعراف والتقاليد، وعادة يصاب أصحابه بنوبات من "المجبنة" يدفنون فيها مللهم الصامت..
في نهاية المطاف:
الحب ينمو ويستمر أكثر إذا حولناه لصداقة قوية ومودة محشوة بالتقبل وحررناه من "مثالية العواطف" وليس من طاقتها. الحب الحقيقي هو الذي يشع من النظرة الأولى مثل وميض البرق في ليلة مظلمة ويظل متوثبا بعد مائة يوم من تعاقب الروتين والمحن مع الطرف الآخر. وفي النهاية أيضا؛ الحب أرزاق وحظوظ مثل كل الأشياء الأخرى في هذه الحياة المعقدة جدا والغامضة المآلات. ربما يحصل عليه بائع متجول مع بائعة خضار، ويحرم منه شاعر ملأ رفوف المكتبات بدواوين الحب أو رجل أعمال تزوج عدة مرات وصعدت أقدامه الكثير من سلالم الملذات الباذخة والعابرة..
هذه المنشور تثقيفي ولا علاقة له بي بتاتا. فقلبي الآن يشغل وضعية النقطة الخالية أو ما يعرف عند السائقين بمصطلح "بيمور".
المنشور برعاية باعوض المستشفى الكبير المفترس والسهر ومعاناة المرضى مع تردي الخدمات. لا أدري لماذا تذكرت الحب في هذا الوقت. ربما لأن جودة الحب تقاس فقط عند المحن والشعور بالآلام... 
الساعة 00:33 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اثنين, 22/03/2021 - 09:01