في اليوم العالمي للمرأة: تحية للصامدات خلف القضبان

أ. بشرى الارياني

 بالرغم من ان العالم يحتفل في الثامن من مارس كل عام باعتباره يوما عالميا للمرأة، تقديرا لدورها في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها من جوانب الحياة المختلفة، الا ان الاحتفال بهذه المناسبة يعود الى مطلع القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1909م. يعتقد البعض ان المرأة كانت مغيبة قبل هذا التاريخ او ان دورها كان هامشيا عبر العصور، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح من عدة جوانب تاريخية وحضارية وسياسية ودينية وثقافية، فالمراة بشكل عام لعبت ادوارا قيادية في الحضارات القديمة وكانت الى جانب الرجل بمستوى الندية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت الملكة بلقيس ملكة سبأ من اعظم الشخصيات التاريخية التي حملت على عاتقها قيادة شعبها فيما كان يعرف بالعربية السعيدة او مملكة سبأ، اليمن السعيد. لقد حققت تلك الملكة العظيمة لشعبها قدرا كبيرا من الانجازات التاريخية والرفاهية الاقتصادية التي عجز عن تحقيقيها الملوك والقادة الرجال. تلك الملكة العظيمة كانت وستبقى مصدر الهام للمرأة اليمنية والعربية والعالمية وهي تحتفل اليوم بيومها العالمي كي تستطيع انتزاع حقوقها بالكفاح والمثابرة المرتكزة على قوة الفكر وسلامة المنطق وصولا الى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. لقد كانت الملكة بلقيس والملكة اروى في الماضي مثالا للمرأة اليمنية الفريدة في القيادة وصناعة القرار السياسي المبني على الحكمة والصبر والتأني، ناهيك عن الميل الواضح للبناء والتنمية، حيث تؤكد الدراسات ان اليمن شهدت نموا لا مثيل له في عهد بلقيس وأروى، حيث ساد الامن والاستقرار والرخاء والوفرة الاقتصادية، فضلا عن الانجازات الحضارية التي مازالت شواخصها ماثلة حتى يومنا هذا.
في هذه المناسبة لا يسعني الا ان اتوجه بخالص التحية الى المرأة اليمنية الصامدة في زمن الحرب، اقول والالم يعصرني تحية الى حفيدات بلقيس وأروى في انحاء اليمن، تحية للمرأة الصامدة في بيتها وهي تكابد صعوبات الحياة وضائقة العيش والفقر والمرض، تحية للامهات والاخوات في كل الميادين وهن باصرارهن وعزيمتهن يصنعن الحياة ويعطينها مذاق اجمل ونكهة افضل ولونا بهيا رغم ويلات الحرب وقساوة الواقع، تحية للصحفيات والنشاطات السياسيات القابعات خلف القضبان في سجون الميليشيات الحوثة الظلامية، التي لا ترى في المرأة الا مجرد اداة في خدمة المشروع الامامي الظلامي الكهنوتي المتخلف.
في هذه المناسبة العظيمة التي تحتفل بها المرأة على الصعيد العالمي تقديرا للجهود التي حققتها في مسيرة حياتها السياسية، يسرني ان ادعوا كافة المنظمات الدولية والاقليمية والوطنية الوقوف الى جانب المرأة اليمنية في هذا الزمن الصعب والقاسي، الذي تتعرض فيه المرأة اليمنية الى جملة من الانتهاكات لحقوقها السياسية والحق في الحياة الحرة والعيش بكرامة وانسانية، ادعو الامم المتحدة الذي ينص ميثاقها على ضرورة المساواة بين الجنسين مساندة المرأة اليمنية ولو بالحد الادنى من خلال ممارسة اقصى الضغوط على المليشيات الحوثية وارغامها على ايقاف انتهاك حقوق المرأة اليمنية في مختلف جوانب الحياة.
انني بالفعل استغل هذه المناسبة لكي اقف مع المرأة اليمينة التي اقصيت وهمشت وتم تغييب دورها وانتهاك حقوقها وقمعها، والادهى من ذلك والامر زجها في سجون المليشيات الحوثية، انني انا شد العالم الحر والقوى الدولية الفاعلة مساندة المرأة اليمنية والعمل بكل جد واخلاص من اجل تحرير المسجونات بتهم سياسية وكيدية او بسبب التعبير عن ارائهن بحرية، انني اكرر النداء الى العالم الحر والجهات الدولية الفاعلة بذل اقصى الجهود لما من شأنه انقاذ المرأة اليمنية والحد من عمليات الانتهاك والقمع الممنهج والعمل على ضمان حقوقها المشروعة وفق القانون والدستور والمواثيق الدولية.

رأي اليوم

اثنين, 08/03/2021 - 15:17