نحتفل ونتألم، نفرح ونحزن

محمد جميل منصور

عيد الاستقلال الوطني مناسبة تستحق الاحتفال، فهو التاريخ الذي يرمز لميلاد هذا الوطن، في تراكم متصل جمع ما بين المقاومة المسلحة والمقاومة الثقافية والمقاومة السياسية، واستطاع بناة الدولة الأوائل الحصول على الاستقلال في ظرف إقليمي ودولي صعب.
تغنى الشعراء بالثامن والعشرين نوفمبر، وكتب عنه المثقفون، وصدحت حناجر الفنانين بشهر الاستقلال، فهنيئا لكل الموريتانيين بعيد الاستقلال، وحق لنا أن نحتفل وأن نفرح.
مع ذلك أصبحنا منذ نوفمبر 1990 نتألم ونحزن لأن نظاما أو قيادات عسكرية نافذة فيه، أو هما معا، قررا بنفس عنصري بغيض أن يسيئا لذكرى الثامن والعشرين من نوفمبر، فيتم إعدام ثمانية وعشرين عسكريا من انتماء عرقي واحد، وبدم بارد ليلة عيد الاستقلال في "إينال" شمال البلاد.
لكي نطهر ذكرى الاستقلال الوطني يلزم أن نملك الشجاعة للاعتراف بالجرم المرتكب، وجبر آثاره، والعلاج المعنوي المناسب، الذاكرة تألمت والجرح مؤلم، فلا تنشغلوا بالردود والتبريرات، وساعدوا في جبر الخواطر والآلام.
مرة أخرى تظل ذكرى استقلالنا موعد احتفال وإحياء، وحتى لا نشوش عليها ينبغي أن نحررها مما يشوش عليها.

جمعة, 27/11/2020 - 15:50